وكانت فرقتنا جديلة وغوث من طيء في أكناف جبل سلمى متأهبتين للالتحاق بطليحة في بزاخة، وتبلغ قوتهما زهاء ألف مقاتل. وكان بنو تميم على ما نعلم مشغولاً بعضهم ببعض، فمنهم من التحق بسجاح ومنهم من خالفها. أما بنو حنيفة فكانوا في ديارهم باليمامة معتصمين بجبالهم ومعتزين بنبيهم مسيلمة يراقبون الحوادث في نجد
خطة خالد بن الوليد
إن الطريق الأقصر الذي ينتهي بجيش المسلمين إلى بزاخة هو الطريق الذي يخترق وادي الرمة. وبزاخة واقعة في المنطقة حيث تكون أحياء طيء وأسد قد قرب بعضها من بعض فكل حركة من ذي القصة على هذا الطريق الأقصر تشجع قبائل طيء على الالتحاق بطليحة في بزاخة. ومن عادة القبائل انه إذا لم يهدد الخطر حيها تواً تتركه وتسرع إلى نجدة الأحياء الأخرى متى أغار عليها الأعداء
كذلك درس خالد الموقف وقرر أن يسلك طريقاً يهدد به بلاد طيء، فأما أن يلجأ أهلها إلى الحياد وأما أن يستميلهم إلى جانبه، وإذا ما تقدم رأساً نحو بزاخة يكون قد ترك بلاد طيء إلى جانبه الأيمن وخاطر بالهجوم على بزاخة أما إذا ضمن حياد طئ أو استمالهم إلى جانبه فيكون قد هيأ أسباب الفوز على طليحة
والأخبار تدل على أن خالداً صارح أبا بكر بخطته هذه في ذي القصة فأقرها أبو بكر وسبق أن قال لخالد:(اعلم انك إذا قاتلت اسداً وغطفان فان رجالاً منهم معك ينتظرون النصر وإذا ما رأوه حليفك كانوا معك على عدوك)
ولكي يجعل العدو يقنع بأن المسلمين قاصدون بلاد طيء قبل بزاخة يقول ابن الكلبي إن أبا بكر أمر خالداً أن يصمد لطليحة وعيينة بن حصن وهما على بزاخة، واظهر أنه ملاق خالداً بمن معه من نحو خيبر مكيدة وقد أرعب مع خالد الناس، ولكنه أراد أن يبلغ ذلك العدو فيرعبه ثم رجع أبو بكر إلى المدينة
ثم هناك خبر آخر مفاده أن أبا بكر أمر خالداً أن يبدأ بطيء على الاكناف، ثم يكون وجهه إلى بزاخة ثم يثلث بالبطاح (بني تميم) واظهر انه خارج إلى خيبر منصب عليه منها حتى يلاقي خالداً بالأكناف، اكناف سلمى، فخرج خالد فازورعن بزاخة وجنح إلى أجأ واظهر انه خارج إلى خيبر ثم منصب على طيء