ما أصدقوك رواية عن حالنا ... بل كان ذاك القول افكا مفترى
هلا سبرت شعورنا من قبل ما ... تلقى الخطابة بيننا مستهترا
أنسيت تاريخا لكم ولغيركم ... شغلت به تلك المظالم أعصرا
حكم النفوس على النفوس مصيبة ... عظمى أيمدحها الرئيس مكررا
حكم ضميرك يا رئيس وبعدها ... فأحكم بما يرضاه عنك مسطرا
وقال الأستاذ علي الغاياتي
لعمرك لست بالرجل الهمام ... إذا عد الهمام من الكرام
كرام الناس أصدقهم حديثا ... وأبعد عن أكاذيب اللئام
فمالك لم تقم بالنيل إلا ... لتسمعنا أباطيل الكلام
لقد كنتم لأهل الأرض نهبا ... وكانت أرضكم أرض اغتنام
وكان الإنجليز لكم رؤوسا=فهل رفعوا لكم هام احترام
وهكذا أفرغ الشعراء غضبهم على السائح الأمريكي الذي جر على نفسه ذلك الغضب. والشعر الذي قيل في هذا الصدد شعر عاطفي صادق كل الصدق. ولم يكتف أحمد نسيم بلوم الرئيس روزفلت وتعنيفه، بل أتجه إلى المصريين وحثهم على احتقار أقوال روزفلت وازدرائها وحرضهم على مواصلة الجهاد والكفاح في سبيل الدستور الذي آن أوانه واقتربت ساعته كما قال في شعره. وهذه روح طيبة تدل على سمو صاحبها وعلى أنه لا يعرف اليأس ولا القنوط.
أما أبيات الغاياتي فإنها امتازت بالشدة والقسوة. فهي هجاء لاذع وطعن فاحش، ولكنه لا يقاس إلى جانب طعن روزفلت في المصريين. فهو مثلا في قوله (. . . فان بعض الدجالين الجهلاء يزعمون أن مجرد إعطاء دستور. . . الخ) عنى رجال الحزب الوطني الذين كانوا يلحون في طلب الدستور ليل نهار. والأستاذ الغاياتي كان وما زال من رجال الحزب الوطني، فلا لوم عليه إذا قابل وقاحة روزفلت بما تستحق، وجزاء سيئة سيئة مثلها.
وقال إسماعيل صبري:
إذا سيق تبر إلى مسمع ... تعسر خالصه في الرغام