وبعد فإننا نتوسل إليكم سيدي - وأنت الذي لم ترد لنا رجاء - أن تتكرم بإفادتنا عن الحكم في هذه المشكلة أو (التقليعة) الجديدة التي تفتت عنها العبقرية الأزهرية في عصر الذرة.
ليست هذه المشكلة هي بناء المدينة الأزهرية وسط المقابر والتلال! ولا في إحجام الشيوخ عن إخراج العلم للناس في ثوب قشيب! ولا في عدم مساعدة الطلاب صحيا أو اجتماعيا أو خلقيا!! لا يا سيدي، ليست مشكلتنا اليوم من هذه الأنواع فالكلام في هذا، يعد في عرف كثير من شيوخنا، خروجا على العقيدة. . وقد يشطب الطالب من كليته لمثل هذا. .
وإنما مشكلتنا بسيطة للغاية، وهذا ما دعانا إلى الالتجاء إليكم، أنشئت كلية الشريعة في (خرائب الدراسة) ومع أن الشرائط الصحية، لا تتوفر في كثير من فصولها، تجد أمرا عجبا. . تجد أن الألواح السوداء، وأعنى (السبورات) موضوعة خلف الطلاب!!
ورجونا المختصين كثيرا لتصحيح هذا الوضع، وجعلها أمام الطلاب؟ ولكن لأمر لا نعلمه، تصر إدارة الكلية على هذا الوضع الشاذ! وليس بعسير على سيدي، أن يتصور حالة الطلاب، حينما يريدون أن يتتبعوا شرح المدرس لمسألة ما، هي السبورة، ويلووا أعناقهم إلى الوراء!!
لا أدري أهذا منظر مضحك، أم محنق، ولكن الذي أدريه أن إلحاحنا لجعل هذه الألواح أمامنا، باء بالفشل، وكثيرا ما سمعنا من بعضهم أنهم كانوا يتلقون العلم - وهم على الحصر - فلا يشكون! أما نحن طلاب اليوم. .؟
. . وانتهينا إلى هذا الحد. .
ولو كان هم واحد هان خطبه ... ولكنه هم وثان وثالث.
متعك الله بالصحة والسعادة لخدمة المجتمع البائس الحائر
ضياء الحائر
بكلية الشريعة
لك الله يا ضياء! إنك لست (حائرا) من قليل. . فقد تكشفت لنا حيرتك منذ شهور عن (حيرة الجيل الجديد في الأزهر) إزاء المؤلفات القديمة المعقدة، تلك الحيرة التي أرجو أن