قال أوس بن حنباء في مقاومة الشر وإن جاء من ذوي القربى:
إذا المرء أولاك الهوان فأوله ... هواناً وإن كانت قريباً أواصره
وقال غيره: -
ونحن بنو عم على ذات بيننا ... زرابي فينا بغضة وتنافس
ونحن كصدع العس أن يعط شاعباً ... يدعه وفيه عيبه متشاخس
وعارضه آخر في رعاية حقوق القربى وإكرام صلة النسب: -
وإني لأنسى عند كل حفيظة ... إذا قيل مولاك احتمال الضغائن
وإن كان مولى ليس فيما يهمني ... من الأمر بالكافي ولا بالمعاون
وقال غيره: -
لعمري لرهط المرء خير بقية ... عليه وإن عالوا به كل مركب
من الجانب الأقصى وإن كان ذا غنى ... جزيل ولم يخبرك مثل مجرب
وقال محمد بن عبد الأزدي:
ولا أدفع ابن العم يمشي على شفا ... وإن بلغتني من أذاه الجنادع
ولكن أواسيه وأنسى ذنوبه ... لترجعه يوما إلى الرواجع
وأحسب أن قصيدة (معن بن أوس) في مداراة القريب لانتزاع الضغينة من صدره باللطف والتسامح وسعة الصدر هي أم الباب في هذا الصدد: -
وذي رحم قلمت أظفار ضغنه ... بحلمي عنه وهو ليس له حلم
وفيها يفصل أسلوبه الناجع في رأب الصدع وإصلاح الخلاف وتأليف الأفئدة. وقد أعجب بها عبد الملك بن مروان وكان ذا نزعة أدبية وفضلها على كل ما سمع من شعر أمرؤ القيس والأعشى والنابغة. وإذا أخذنا بنظرية (أدلر) في شدة التنافس بين الأقارب فإن ما ذكر من أشعار البغض بين الأقرباء شئ طبعي شائع كما أن استعمال الحسنى في معاملتهم سمو من تغليب العقل على العاطفة لا يرقى إليه إلا القلائل.
ومن سمات الضعف والاستخذاء قبول الدية فلا تقبل الديات إلا عند خوف معاقبة، وقبولها عندهم سمة الضعف والطمع.
قال مرة بن عداء من بني أسد: -