على أن تكون قصائدك المقبلة كلها باسمة كالأمل مشرقة كالفجر، حافلة بخفقات القلب المتفتح لنداء الحياة!
إن الابتسامة الصادقة هي السلاح القاطع في كل معركة وكل صراع، وإن ما ينقصنا نحن الشرقيين هو أن نتعلم كيف نبتسم. . . نبتسم للخصم كما نبتسم للصديق، نبتسم للمرض كما نبتسم للعافية، نبتسم للنصر كما نبتسم للهزيمة. وعلى مدار قدرتنا على تلوين الابتسامة هنا وتلوينها هناك، نستطيع أن نلمح الغاية ونرسم الطريق ونحدد المصير!
ولا تحسب بعد هذا كله أنك تقف وحيداً بلا نصراء. . . إن بين يدي كثيراً من الرسائل من مختلف أقطار العروبة، يؤازرك أصحابها بكل ما يملكون من عواطف الأخوة ومشاعر الوفاء؛ وأتصفح أنا هذه الرسائل لأتخير منها واحدة عرف صاحبها كيف يخاطب القلوب المغلقة في العراق!
رجع الصدى من السودان:
قرأت تلك الصرخة التي أرسلها الشاعر العراقي المطبوع الأستاذ عبد القادر رشيد الناصري على صفحات (الرسالة) وقرأت ما كتبته أنت بقلمك السيال إلى وزير معارف العراق، راجياً منه أن يتدارك صرخة الفن الشهيد بعطفه ورعايته. . فإلى وزير المعارف العراقي أرفع هذه القصة:
جاء بمجلة كردفان التي تصدر بعاصمتها (الأبيض) الخبر الآتي تحت عنوان: (عطف ملكي). . . (وصل إلى علم جلالة الملك فاروق إبان وجوده بفرنسا، أن الطالب السوداني أحمد مدثر وقد ذهب إلى فرنسا لتلقي العلم، قد أرغمته سوء حالته المالية على أن يعمل (حمالا) في وقت فراغه، ومع ذلك فقد نال دبلوم العلوم السياسية. . . ولولا سوء حالته المالية لسافر إلى سويسرا للحصول على الدكتوراه! وقد تعطف صاحب الجلالة الملك فاروق بعد علمه فمنحه خمسين ألف فرنك، مع إيفاده إلى سويسرا على نفقته الخاصة)
قرأت هذا على ما أسلفت، وأحببت أن أقارن بين الطالبين. . ولكن القلم القاصر والبيان العاجز، لا يتيحان لي أن أصب مشاعر النفس فيما يلاثمها من كلمات. . . وما دمت قد وهبت قلمك للدفاع عن قضايا الأدب وحقوق الأدباء، فليس لي إلا أن أهدي هذه القصة الخالدة إلى وزير المعارف العراقي ليسمع، وإلى كاتب التعقيبات المصري ليعقب