للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن السيد ميشال هو صاحب الجائزة. . ولا داعي لأن يسابقه أحد، وأنا أقسم بأ ولو المقدس أن له قريناً من الشياطين العظام.

أما السيد شفيق فقد حطم الفنجان فعلاً فتطايرت شظاياه. . إنه فنجان عادي كفناجين المقاهي العامة! وفنجان من خزف - مثلي - لا أمل فيه. . له رنين خشن مزعج. . ألم يقل السيد شفيق:

كل جزء طار من فنجانها ... كان ذكرى قبلة من فمها

والقبلة لا تكون إلا من الفم. . فلا داعي لذكر أي فم هنا. . أم لعلها قبلات طائرة كالأطباق الطائرة؟. . إن بركان ذو شظايا لا فم تعتز به حسناء!

وسيدي فوزي المعلوف - في الذي أظن - شيخ. . إنه نظر ونظر فرأى الفنجان لم ينكسر. . لقد فقد التحفز والتأثر بالمفاجأة، ولا داعي للشعر بعد ذلك! ولكنه عنى نفسه وجامل وأظنه تعب أشد التعب في الجري وراء هذه الأبيات حتى تعطلت أنفاسه القصار. . وليس من اللياقة في مخاطبة السيدات - فيما أظن - والعبد الفقير لم يخاطب سيدة، بالمعنى الصحيح، أبداً - أن يخطر ببال السيد فوزي مثل هذا الكلام الرخيص:

هي ألقته وذا حظ الذي ... يعتدي يوماً بتقبيل عليها

إن كلمة (ألقته) هنا باردة. . والأصح أن يقول - ما دام قد اعتدى عليها بالتقبيل - إنها ضربته قلماً! وكيف يوحي إلينا - ولو من بعيد - أن هنالك معتدين؟!. إنه أراد تنزيه السيدة ولكنه لم يجد طرف الخيط فتخبط في العقد!

إن إخواننا الشوام شعراء، وهم عند العبد الضعيف أشعر من المصريين. . الشوام يحلقون في خفة، والمصريون يجرون أغلالهم ويحملون أوزارهم وأقصد بذلك لغتنا الشريفة! في مصر الأزهر. . وفي الشام. . في الشام الحدائق والينابيع والعرق. . ولعل سيدي أنور. . يكتب لنا مقارناً بين شعراء مصر وشعراء الشام!

أما بعد فللرسالة علينا حق لا نستطيع إيفاءه. هذا الحق خالط الدم والنفس. فإن جاءها قارئ برأي فإنما يميل إلى أم روحه ليفض في أحضانها صدره، وقد عن لي - على كساد القريحة - أن أكتب شيئاً في هذا الموضوع النقدي - وأنا لا أجرؤ فأسميه نقداً. . وإنما هو شيء أميل به إلى ظلال الرسالة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>