أما هم فقد كان احتفاؤهم به وإجلالهم له يتجلى باهراً لا في كل عام، ولا في كل شهر، ولا في كل يوم، بل في كل لحظة. فهم معه أينما ساروا وكيفما توجهوا، يتبعونه في كل طريق الى الخير، ويستضيئون بنوره في كل عمل صالح.
كيف نحتفي بذكرى مولده (ص)
لقد عرف السلف الصالح من تعاليمه (ص) أن أهم شيء يرضيه هو أن يحملوا رسالته ليؤدوها كما يجب أن تؤدى فجعلوا ول همهم إصلاح نفوسهم وتأديبها بالأدب الإلهي حتى يصبح هذا الأدب ملكة راسخة تعصم صاحبها ثم تعتصم مع غيرها بحبل الله لحمل أعباء الرسالة والقيام بما جاءت به وهي إصلاح المجتمع الإنساني كله، في أخلاقه وآدابه ومعيشته فلا يكون بين الناس إلا أدب القرآن وإلا هدى القرآن، ذلك بأن دين الإسلام ليس دين شخصيات، ولا مبادئه بأقوال وكلمات. وإنما هو دين أخلاق وأعمال.
دعوة الحق
علموا أن المسلم بحكم دينه يجب أن يكون عزيزاً قوياً والعزة لا تكون إلا بقوة وغلبة وشوكة فنهضوا نهضة الأسود يحملون النور في إحدى أيديهم ليشقوا به ظلمت الجهالة ويهدون بالحكمة والموعظة الحسنة إلى الطريق المستقيم في هذه الحياة، ويحملون السيف في اليد الأخرى لا ليمدوا ولكن ليذودوا به عن حوض الحق حتى لا يعتدي عليه باغ أو ظالم وكانوا لا يهابون شيئاً في جهادهم ليقينهم أن الله ناصرهم - كما قال تعالى (إنما ننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا) وقال: (ولينصرن الله من ينصره) وقال: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين).
بماذا بلغوا مكان السيادة؟
وعلموا أنهم خلقوا سادة عادلين فكانوا كذلك يراعون الفضائل، من الحق والعدل والأمانة والصدق والرحمة والمحبة والعفة والمواساة والبر والإحسان والوفاء بالعهود والعقود واجتناب الرذائل من الظلم والغدر والكذب والخيانة والغش وأكل أموال الناس بالباطل والرشوة والسحت وغير ذلك مما يطول القول فيه