للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الحفلات ثم تنطفئ قبل انفضاضها وإلقاء الأقوال التي تذهب في الهواء بعد إلقاءها، ورفع الأعلام التي تطوى قبل انطواء ليلها، وإنما يجب علينا أن نجعل من يوم مولده السعيد في كل عام موسماً لعمل نافع يعود على البلاد بالخير والرفعة والسعادة فتنفتح فيه معاهد للعلم أو مصحات للمرضى أو مصانع للعمل أو مبرات للرحمة، أو ننشر في البر فصائل من الدبابات أو ترسل إلى الجو أسراباً من الطائرات أو ننزل الى البحر أساطيل من المدمرات أو الطرادات أو الغواصات، أو ما إلى ذلك مما يؤدي إلى العزة والقوة ويعلو بالأمم إلى مراقي السؤدد والمجد، وهذا كله وسواه مما يدعو الإسلام أليه ويحث عليه وبذلك نصبح صالحين حقاً لوراثة الأرض واستعمار الدنيا وتحقق فينا قول الله تعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) والصالحون هنا هم الصالحون لعمارة الأرض وامتلاك ناحيتها.

الإسلام قول وعمل

إن الإسلام قول وعمل، عقائد وعبادات، آداب وكفاح فلا يكفي المسلم أن يظهر إسلامه أو يؤدي فروضه كما تمثل الأمور الروائية ولكن المسلم من أحتمل تكاليف الدين وتكيف بهدايته - على التعبير الجديد - وتربى عنده ملكة دينه تصدر عنها أقواله وأعماله ينظر بها ويسمع بها ويمشي بها، ومن كان كذلك فإنه لا ريب يكون قد هدى إلى الصراط المستقيم وكان مع النبي (ص) في كل حين.

كلمة ختامية

لازلت أجأر بالدعوة فأقول: إن الكلام لا يفيد وإن الإسلام قائم على العمل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله) وهو ما يرضى الله والرسول فانهضوا جادين لتتخذوا مقامكم عزيزاً بين الأمم إن لم يكن فوقها والعزة لله ولرسوله والمؤمنين، وكافحوا حتى تكون كلمة الله هي العليا.

كنت أريد أن تحدث عن علة عدم اتخاذ الصحابة من مولده (ص) مبدأ للتاريخ الإسلامي وكذلك كنت أتمنى أن أبين سبب عدم إقامة قبة لقبر النبي (ص) في الصدر الأول ولكن القول في ذلك يطول. على أني اختم قولي بالضراعة إلى الله سبحانه أن تكون هذه الليلة

<<  <  ج:
ص:  >  >>