المجتمع الذي فرض عليك أن تكوني شهيدة القيد وهذه التقاليد الذي ضربت من حولك نطاقاً من الأسر جعلك حبيسة الدار رهينة الجدران. . أي منطق هذا الذي يؤكد لنا اليوم أنك سجينة مقيدة، بعد أن أكد لنا بالأمس أنك حرة طليقة؟ إنها هفوة من هفوات الذكاء. . الذكاء الخائن في أحرج الأوقات! وهذا هو المفتاح الضخم الذي قدمته منذ أسابيع لهؤلاء الذين تبخرت ظنونهم حول شخصية (الآنسة) هجران المفتاح الذي يستطيعون أن يضعوه في ثقب الباب لينفتح، ويكشف لهم عما وراءه من حجرات يسطع فيها الضياء!!
ورب سائل يسألني وقد تجمعت بين يدي شتى الخيوط التي تنسج أثواب اليقين: لقد كنت تعتقد أن عنوانها الذي بعثت به إليك منذ أشهر ليس له وجود في دمشق، فلماذا بعثت إليها آخر الأمر بتلك الرسالة الخاصة التي أشرت إليها منذ قريب في (التعقيبات)؟ لقد أقدمت على ذلك لألقى بآخر سهم في جعبة الاعتقاد، الاعتقاد الراسخ بأن الذي يكتب إلي فتى لا فتات. . . وكنت واثقاً كل الثقة من أن رسالتي الخاصة سترد إلي مرة أخرى وعليها إشارة مصلحة البريد في دمشق بأن هذا العنوان لا وجود له، وقد كان!. وبقى هناك غرض مقصود من وراء هذه الرسالة التي كنت أتوقع أن ترد إلي وهو أن أقدم الدليل المادي القاطع لمن يهمهم أن يطلعوا عليه، ومن بينهم (الآنسة) هجران شوقي إذا حاولت أن تكتب إلي غاضبة وعاتبة!!
ومع ذلك فأنا أود أن أقول (للآنسة) الفاضلة وللكثيرين إنني لا أهتم بمن قال قدر اهتمامي بما قال. . والدليل هو أن (الرسالة) قد نشرت لها في العدد الماضي قصيدة (القمر)، ولا يزال لها عندي قصيدتان سأنشرهما في الأعداد المقبلة. . كل ما أرجوه هو أن تعتقد (الآنسة) هجران بأنني حتى هذه اللحظة صديق، وليس عليها من بأس إذا هي كشفت للقراء عن اسمها الصريح. . اسمها الذي أعتقد أنني أعرفه، والذي تحدثت عنه إلى عدد من الأصدقاء!!
بيتان لجميل بثينة:
كنت أستذكر بعض محفوظاتي من الشعر لجميل بن معمر العذري. وفجأة استوقفني بيتان لم أستطع أن أمر عليهما مر الكرام، وهذان هما البيتان:
وإني لأرضى من بثينة بالذي ... لو أبصره الواشي لقرت بلابله