للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خطته ثم فرت منه لتعود إليه متخفية في ثياب فتى أعرابي لتقتله) هذه هي المواقف السلبية التي يعزوها الناقد إلى الأهوازية فما هي يا ترى المواقف الإيجابية التي كان الناقد يريدها من المؤلف؟ أو بعد هذا الصراع الذي صوره المؤلف بين الاثنين يصر الناقد على أن الأهوازية كانت سلبية الموقف؟

ويظهر أن ناقدنا قد غاب عنه أن الحجاج كان جدب الحياة العاطفية الغرامية وأن المؤلف قد نجح في تصوير ذلك، فكان الحجاج يتخذ الحب دائماً وسيلة إلى مطمع من مطامعه السياسية كما فعل مع بنت عبد الله بن جعفر وغيرها، وكما أعرض عن رفيقة صباه عفراء مع شدة جمالها وذكريات صباه معها فقد رفضها إذ لا مطمع من ورائها، وكانت الأهوازية هي المرأة الوحيدة التي نالت شيئا من اهتمامه إذ لازمته ملازمة الظل وكانت تهاجمه في كل مكان، فلو لم تفعل ذلك لما اهتم بها أصلاً، وحتى هذه الأهوازية قد استخدمها في مآربه السياسية إلى جانب أنه أعزها لأن في طموحها هي الأخرى ما يجعله يتجاوب معها في هذا السبيل.

بقي بعد ذلك أني أشير إلى أنه يخيل لصاحبي أن المسرحية يجب أن تقوم على الصراع العاطفي وهو عنده (الأساس الأول في التأثير على المشاهد في مثل هذه المسرحية التاريخية) والمشاهد العاطفة عنده هي المشاهد التي تجري نين الحجاج والأهوازية كما كرر ذلك مراراً، وهذا وهم كان يشيع في أواخر القرن الماضي، وأحب أن يعرف حضرة الناقد البصير أن المسرحية اليوم قد تقوم على صراع ذهني تضطرم فيه شهوات الغلبة والسيطرة وتنزوي فيه العواطف الساذجة من حب وهيام.

إسماعيل رسلان

مسرحية (ابن جلا)

للأستاذ عبد الفتاح البارودي

طالعتنا الرسالة الغراء بثلاث مقالات مختلفة عن هذه المسرحية؛ الأولى للأستاذ عباس خضر، والثانية للأستاذ حبيب الزحلاوي ضمنها رأيه ورأي الأستاذ أحمد رمزي بك في الإخراج، والثالثة للأستاذ أنور فتح الله.

<<  <  ج:
ص:  >  >>