بعض الشعراء الجيدين قدموا إليها شعراً حياً لو غنته لوجد فيه الناس ما يصبون إليه في هذه الآونة ولكنها تريد الخيام بعد شوقي، ولست أدري من بعده
لقد أعجب الإنجليز وغيرهم بشعر الخيام وأمثاله في وقت فرغوا فيه من الضرورات، وتطلعوا إلى الاستطراف بصور من الشرق مغرقة في الخيال، على أن هذه الرباعيات مترجمة عن الإنجليزية، لا كما قال المذيع إن رامي ترجمها عن الفارسية! - ففيها كثير من الإضافة والتحوير وليست كلها خيامية.
أما نحن الآن فما أغنانا عن ذلك (الأفيون) وما أحوجنا إلى كلام آخر، يقال أو يغنى فيوقظ الغفاة، لا ليسكروا ويناموا وإنما ليجدوا ويعملوا.
مسرحية (قلوب الأمهات):
قدمت الفرقة المصرية هذه المسرحية في الأسبوع الماضي بمسرح حديقة الأزبكية، وهي من تأليف الكاتبة الفرنسية (كلود سو كوري) وقد ترجمها الأستاذ فتح الله، وأخرجها الأستاذ أحمد علام وهي من المسرحيات الحديثة التي تعرض الحياة على المسرح هادئة بعيدة عن الافتعال والمؤثرات الصارخة.
وعنوان المسرحية في الفرنسية (فابين) وهو اسم الفتاة التي تدور حولها، بنت حزينة كاسفة البال، تبدو هادئة مستسلمة لما تأخذها بها جدتها (ماريا) المتدينة من الشدة والصرامة، لتعودها السلوك الحسن وتجنبها ما انزلقت إليه أمها (فرانسواز) التي تركتها صغيرة، فارة من زوجها الذي تزوجته على كره، مع عشيق رحلت معه إلى الأرجنتين. ولكن لا تلبث (فابين) أن تتكشف عن فتاة ثائرة النفس، عندما تعلم أن أمها ستعود إلى المنزل، فتعبر عن بغضها لأمها التي أهملتها مستجيبة لنزواتها وشهواتها وتقول فابين إنها لا تريد رؤية أمها ولا تستطيع أن تبقى في المنزل إذا أتت إليه، وعند ما ترى أنها قادمة لا محالة تسارع إلى الموافقة على الزواج من رجل دميم الخلقة شائه النفس لا لشيء إلا لتبتعد عن المنزل الذي ستنزل به أمها. .
وتدور عجلة الزمن، فإذا الفتاة الحاقدة على أمها تقع في نفس الظروف التي كانت فيها أمها، فقد أحبت وشعرت بأن لا سعادة لها إلا بجانب حبيبها (ريمون) الضابط بالجيش والذي تقرر نقله إلى مراكش. . وهناك ابنتها الصغيرة (كوليت) التي أتت بها من الزوج