أنا أنهاك من الأه ... واء عما كان جهلا
إنما أربأ بابن الني ... ل عن حب الرذيلة
وكثيراً ما دعا في شعره إلى هذا النوع من الغرام وتراه يدافع ويناضل عن مذهبه الغرامي ويرد على من ينكر عليه ذلك مسفهاً رأيه، ومثال ذلك قولة من قصيدة نشرت في مصر الفتاة بتاريخ ٧ يناير ١٩١٠ تحت عنوان (ليت للحب قضاة)
سيقولون حرام ... قلت ليست بحرام
إنما حرم ربي ... في الهوى ما كان رجسا
أي دين أو كتاب ... لم يبح ورد الغرام
لا شفى الله لأهل الم ... ين والتضليل نفسا
ثم يستمر الشاعر في قصيدته فيبين لنا الحب الطاهر والحب المدنس؛ فالأول لا يحرمه دين من الأديان، أما الثاني فمحرم قطعا. وهو إن تعني بالحب فإنما يقصد ذلك الحلال المباح. ثم أحذ يحذرنا من خداع النساء تحذيراً زعم أنه صادر عن تجربة واختبار قال:
إن للغيد خداعا ... ربما فات الفطن
أنا قد جربت منه ... إن تصدقني صوفا
ليس يكفي غدرات ... الغيد قوال لسن
إنما بأمن مكر الغي ... د من كان شريفا
ولم أر لصاحبنا شعراً في غير الأغراض المتقدمة، اللهم إلا قصيدة واحدة في الهجاء نشرت في الجريدة بتاريخ ٢٨نوفمبر سنة ١٩١١ تحت عنوان (إلى عبد الرحمن شكري) وهي:
قل لشكري فقد غلا وتمادى ... بعض ما أنت فيه يشفي الفؤادا
بعض هذا فأنت في الشعر والن ... ثر أديب لا يعجز النقادا
لو تفهمت قولنا لم يكلف ... ك هوى نقدنا الضنى والسهادا
عد إليه تجد شفاءك فيه ... إنما نمقت الحديث المعادا
واقتصد في الغلو إن لدينا ... إن تسائل بنا نصالا حدادا
خل عنك القريض إذ لست أمضي ... فيه سهما ولا بأوري زنادا