للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المحافظين، مادمنا قد وافقنا على أنه ليس في استطاعة أمة أن تعيش بمعزل عن العالم، بل لابد من التأثير والتأثر. فمن مزايا الاختلاط أنه يقلل من (خشونة) الجنس الخشن (إن جاز أن نكون كذلك) ثم أهم من ذلك وهو الحد من سيطرة الغريزة الجنسية وتخفيف وطأتها عند كل من الجنسين. وقد دلت الأبحاث النفسية على أن الجنسية المثلية الجنسين، وكراهية المرأة الذكور، وكثيرا من الأمراض النفسية والعصبية سببها الحيلولة اختلاط الجنسين ووقوف كل منهما بمنأى عن الآخر. ونجد أحيانا أن الاختلاط يهدف إلى أغراض شريفة أو ينتهي الأمر بإقامة دعائم الأسرة. . ومهما قيل عن الاختلاط فإن الجامعة ليست هي المكان الوحيد الذي يسمح بالاختلاط، ثم إن ظروفها قلما تساعد على التفكير في الفساد. . . على أن الاختلاط لا يخلو من مضار، لا مندوحة عن تلافيها أول الأمر كما قدمنا. . وينبغي أن نعترف بوجودها

وقد كان فتح الجامعة أبوابها للفتيات عاملا هاما في تدعيم أركان النهضة النسائية والعناية بتعليم الفتاة، وانتشال المرأة المصرية مهما كانت تغط فيه من جهالة جهلاء وضلالة عمياء. . . حتى رأينا المصرية المتعلمة تشغل مناصب الدولة الرفيعة وتصل إلى (الدرجة الأولى)، وتخوض غمار الحياة الاجتماعية والسياسية وتؤلف أحزاباً ثلاثة: بنت النيل والحزب النسائي والاتحاد النسائي، إلى جانب الجمعيات والمنظمات النسائية

أما الصحافة فإنا نسجل لكلية الآداب مأثرة كبيرة، إذ أفادت صاحبة الجلالة فائدة عظيمة، وغذتها بغذاء دسم سمين، بإنشائها معهد التحرير والترجمة والصحافة. فظهرت آثار ذلك في تنوير الرأي العام وإيقاظ الوعي القومي. وقد خطت الصحافة خطوة واسعة في خدمة الوطن وتعددت أنواعها ومما هو جدير بالذكر ظهور الصحافة النسائية كعامل فعال في النهضة الحديثة.

ويمكن إرجاع ظهور الصحافة إلى عام ١٨٩٢ حين أصدرت (هند بنت نوفل) صحيفة (الفتاة) على أن الجامعة هي صاحبة الفضل في نصرتها ونموها، وهنا ينبغي أن نشيد بجهود الدكتورة درية شفيق في هذا الميدان.

بيد أن الجامعة - مع قيامها بهذه الجلائل من الأعمال - فإنها قد أخفقت في تأدية رسالات كثيرة، وفي هذا الإخفاق مآخذ يحق لأبنائها أن يأخذوها عليها.

<<  <  ج:
ص:  >  >>