وأقطع ظهرا من رجال بمعشر ... كرام عليهم مثل ما قطعوا ظهري
أغرهم ما جمعوا من وشيظة ... ونحن الصميم في القبائل من فهر
فيال لؤي، ذببوا عن حريمكم ... وآلهة لا تتركوها
توارثها آباؤكم، وورثتمو ... أواسيها والبيت ذا السقف والستر
وجدوا لمن عاديتم، وتوازروا ... وكونوا جميعاً في التأسي وفي الصبر
ويقول ضرار بن الخطاب:
عجبت لفخر الأوس، والحين دائر ... عليهم غداً، والدهر فيه بصائر
وفخر بني النجار أن كان معشر ... أصيبوا ببدر، كلهم ثم صابر
فإن يك غورت من رجالنا ... فإن رجالا بعدهم سنغادر
ونترك صرعى تعصب الطير حولهم ... وليس لهم إلا الأماني ناصر
وتبكيهم من أهل يثرب نسوة ... لهن بها ليل عن النوم ساهر
ولم ينس بعضهم أن يفتخر بما أبلى في ذلك اليوم من دفاع عن الصحب، وإقدام في هذا الموطن الذي اعترف الشاعر بقسوته عليهم وشدته، ونرى ذلك في شعرهم أبي شعر أبي أسامة معاوية بن زهير إذ يقول معترفا بفرارهم، وقتل الكثير من رجالاتهم:
ولما أن رأيت القوم خفوا ... وأن شالت نعامتهم لنفر
وأن تركت سراة القوم صرعى ... كأن خيارهم أذباح عتر
وكانت جمة وافت حماما ... ولقينا المنايا يوم بدر
نصعد عن طريق وأركونا=كأن زهاءهم غيطان بحر
وقال القائلون: من ابن قيس ... فقلت: أبو أسامة غير فخر
فأبلغ مالكا لما غشينا ... وعندك مال، إن نبثت، خبري
بأني إذ دعيت إلى أفيد ... كررت، ولم يضيق بالكر صدري
عشية لا يكر على مضاف ... ولا ذي نعمة منهم وصهر
وشاركت المرأة المشركة الرجل في البكاء على صرعى بدر، وروى ابن هشام بعض شعر شاعراتهم، كهند بنت عتبة، وصفية بنت مسافر، وهند بنت أثاثه، فما يروي لأولادهن قولها: