بجامعة فاروق طالبا يحمل كتاباً أدبياً طوال ثلاث سنوات قضيتها في هذه الكلية وكأن حرمها على الكتاب؟! وقد يقول قائل إن أبحاث الاقتصاد قد سدت من دونه المسالك، ولكن الأسف فهي الأخرى في المكتبة لا تجد المخلص الذي يزورها إلا ما قد ندر!
الطلبة يا سيدي يريدون الحصول على الشهادة بأقصر طريق مشروع، فالكتب تختصر، والمذكرات تختزل، وهكذا دواليك إلى تنتهي إلى البرشامة الشهيرة،. . إن رؤيتي أحمل كتابا أدبياً لكفيل باسترعاء أنظار الطلبة، ما بين ساخر مني وبين مشفق على لإضاعة الوقت في هذا الهراء بدلا من التمتع به متسكعا في محطة الرمل على سبيل المثال. . وإني لأعرف من الجامعين من لا يشتري حتى الجريدة اليومية، فبأي سلاح يتوجه هؤلاء إلى الحياة؟!
ولكن لا أحملهم وحدهم عبء الاتهام، بل أشرك معهم المدرس الابتدائي والثانوي في تحمل التبعة، فأغلب المدرسين ولا أقول كلهم قد هجروا الكتاب وتركوه ظهريا وكرسوا وقتهم وجهدهم في إعطاء الدروس الخصوصية التي هي كارثة التعليم بلا مراء. إن الطالب مرآة أستاذه وما تلقاء من الطالب فهو إرث انتهى إليه من الأستاذ!
أي مستقبل حالك السواد ينتظر الثقافة عموما في مصر، ولكن ما ذنب عشاق العلم والأدب الذين يحرمون دون ما ذنب اقترفوه من مؤلفات كاتب مثلك، يعلم الله مكانته في قلبي وقلوب قرائه؟! إنك لا تتصور يا سيدي لهفتي ليوم الأحد من كل أسبوع كي أحصل على الرسالة ويكون أول باب أقرؤه هو (التعقيبات)!
ولكن يا سيدي ألا تضيف إلى فئة القراء فئة متعهدي النشر في تعقيد هذا المشكل؟ وما رأيك في أنني ذهبت لشراء (رسائل الرافعي) للأستاذ محمود أبو ربه فوجدته بأربعين قرشا، مع العلم بأن ثمنه المعروف في كل مكان هو ثلاثون قرشا؟!. . أروى لك هذا منتظرا منك التعليق.
الإسكندرية
كمال عبد المنياوي
هذه الظواهر العجيبة التي يذكرها الأديب يذكرها الأديب الفاضل حول مشكلة القراء قد