ثم الواقعية (الريالزم) التي جرى عليها العقاد فأخرج الشعر عن طبيعة، إذ جرده من الانفعال وجنح به إلى الفكر والمنطق.
وأخيراً (السريالزم) الذي يقوم على إستيحاء العقل الباطن في غيبة الشعور الواعي، فتظهر فيه البدائيات الإنسانية مختلفة، كما في شعره محمود حسن إسماعيل الذي يذخر بما كان يملأ عقل الإنسان الأول، من مثل الكوخ والراهب والنادي والمزمار. . الخ.
وهكذا جبر الدكتور جبر الدكتور ناجي خاطر (الشعر المعاصر) المسكين الذي لا يجد أحداً يتحدث عنه. . فتحدث هو عنه بذلك الأسلوب، ولم يفته أن ينبه الأذهان - تلميحا وتصريحا - إلى أنه (الدكتور ناجي) هو الذي يقول (الشعر المعاصر) الذي فسره بأنه؟ إنساني خالد. . وهو يصف الشعر الإنساني بأنه معاصر كيلا يشركه فيه القدماء، وقد فرغ من الأحياء! وقد قال أنه يتجه في شعره إلى الجمع بين المذاهب المعروفة كلها، ومرة أخرى قال أنه هو صاحب الاتجاه الاجتماعي الجديد الذي يعني بالجماهير، وكأنه ترك من يمثل من يمثل (الرومانسية) في مصر (على بياض) لأضعه أنا في هذا البياض. . ومما يدك على (رومانسيته) أن المراهقة وخيالتها تبدو واضحة في شعره رغم كبره، ولعله يوافقني - وهو من المشتغلين بالدراسات النفسية - على أن المراهقة - على أن المراهقة ليست خاصة بالشباب؛ فهي فيهم بالفعل، وهي أيضاً في الشيوخ بالقوة. .
الضمان الاجتماعي في الإسلام:
ألفت الدكتورة بنت الشاطئ محاضرة في القاعة الشرقية بالجامعة الأمريكية يوم السبت الماضي، موضوعها (تطبيق الضمان الاجتماعي في الإسلامي) قالت فيها: لا ازعم أن تشريع الضمان الاجتماعي؟ الذي تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية كان موجودا في الإسلام بصورة الحالية، وإنما أقول إن الإسلام وضع مبادئه وترك تفصيلاته للمجتهدين بما يوافق الأحوال والأزمان، وذلك أن الإسلام خصص جزءاً مما يتجمع في بيت المال المسلمين من الأوجه المختلفة كخمس الغنائم والتركات التي لا وارث لها - خصص جزءاً من ذلك للفقراء والعجزة والمحتاجين، وجعل ذلك حقاً لهم، كما حث الأغنياء على التطوع بالصدقات. وذلك كله تحقيق للوحدة الاجتماعية التي يحث عليها الإسلام. وقد اختلف الأئمة فيما عدا الأموال المنصوص على وجوبها، كإعانة المحتاجين والإحسان إلى المعوزين،