كثيراً ما سمعت محاضرات أو (شربها) كما يقوون في اللغة الدراجة عما يقع فيه المرء وهو غافل. . فلم أراد أن أشرك قراء (الأديب والفن) في بلوته!
وكنت أغضى على هذه المحاضرة، لو اقتصر الأمر فيها على فراغها من شيء ذي بال، أو اقتصر على اللغة التي تحدث بها السيدة إذ جانب الفضيحة وكسرت العامية. . وكنت أستطيع أن أغضى أيضاً عن تهاون نقابة الصحفيين في اختار ما تجمع من أجله الناس في قاعتها الفخمة.
ولكن الذي لم أستطع له كتاناً، وهو الذي حدا بي إلى كتابة هذا، أن السيدة الفاضلة، وهي نتحدث عن رحلتها بشمال إفريقية، شكرت فرنسا. . لا على ما قام به الحكام الفرنسيون هناك من تسهيلات أو حفارة بالزملاء في رحلتهم. . وإنما شكرت (المحاضرة) فرنسا على ما قامت وتقوم به من أعمال لتقدم أهل شمال إفريقية ورقيهم. .! أي أنها تشكرها على الاستعمار!
وقد علمت أن في النقابة برنامجاً لأحاديث في سلسلة أسرار المهنة في رحلات ببلاد مختلفة، وكل الذي أرجوه ألا يحدثنا أحد عن رحلة في مصر يشكر فيها إنجلترا. . .
الموسيقى والدين:
يول الأديب (حافظ عبد السميع عمران) في رسالة إلى:
(قرأت كلمة طريقة بجريدة المصري مؤداها أن نستعين بالموسيقى في جميع تراتيلنا الدينية. ويسأل صاحب المقال ويسأل معه مؤيده: لماذا لا ترتل القرآن والأذان وخطبنا الدينية على نغمات الموسيقى؟ إن الموسيقى تنقلنا إلى عالم الانتشاء الحسي والاستمتاع الروحي فلماذا لا نتخذها وسيلة لتذوق ديننا؟!) ثم يقول: (ونحن لا نرتاب في أن الموسيقى تحرك الغرائز وتثير الشهوات وتبعثها على الهوى وتدفعها إلى السيطرة على العقول والإرادة الإنسانية، فما فائدتها إذن للدين؟) ويمضي هكذا حاملاً على الموسيقى لأنها - في رأيه - تثير الغرائز والرغبات الشهوانية إلى أن يتساءل: وأين قداسة الدين في جو تسوده الإباحية والتحلل الخلقي. . . في جو يسيطر عليه المجون والخلاعة؟ أيريدون أن نهبط بالدين إلى الهاوية التي صرنا إليها ونجعله أداة لهو إشباعاً لرغباتنا الشهوانية الوضيعة؟
ولاشك أننا لا نرى الموسيقى بتلك المثابة، فالموسيقى فن رفيع، وقد اصبح بيان أميته