المتخاصمين جيشاً عربياً ليفك الخصام في الظاهر وليعين ابن الرشيد على ابن السعود في الباطن فاشتبك الجيش مع المتخاصمين وكلهم عرب، فجرت الدماء حتى صبغت رمال الصحراء تحقيقاً لرغبة السلطان الذي أراد أن يضعف من قوة العرب بقتل زهرات شبابهم من الحاضرة والبادية ويباعد بين صفوفهم بتقوية البغضاء والعداوة بين أمرائهم وقادة الرأي فيهم فقام الرصافي لهذا الحادث وقعد، برق ورعد، ونظم قصيدة سماها (إيقاظ الرقود) خاطب بها العرب ووضع أمامهم ما أراد السلطان بسوق الحملة العربية على الأميرين العربيين في قلب الجزيرة العربية
حكومة شعبنا جارت وصارت ... علينا تستبد بما أشارت
فلا أحداً دعته ولا استشارت ... وكل حكومة ظلمت وجارت
فبشرها بتمزيق الحدود
ولم ينس الرصافي في هذا الموقف أن يوجه إلى الأميرين المتقاتلين أقسى عبارات اللوم والتعنيف على ما ارتكبا من الأعمال التي تتنافى مع مصلحة الأمة العربية، وأخذ يستعرض ما أصاب الجنود العرب من قتل وفشل في تلك المعركة المشؤومة وحاشا للرصافي أن ينسى عبد الحميد في هذا الموقف وهو منبع بالآلام الجسام والمصائب الضخام.
أقول وليس بعض القول جداً ... لسلطان تجبر واستبدا
تعدى في الأمور وما استمدا ... ألا يا أيها الملك المفدى
ومن لولاه لم نك في الوجود
أنم عن أن تسوس الملك طرفاً ... أقم ما تشتهي زمراً وعزفا
أطل نكر الرعية خل عرفا ... سم البلدان مهما شئت خسفا
وأرسل من تشاء إلى اللحود
فدتك الناس من ملك مطاع ... ابن ما شئت من طرق ابتداع
ولا تخش الإله ولا تراع ... فهل هذي البلاد سوى ضياع
ملكت، أو العباد سوى عبيد
تنعم في قصورك غير دار ... أعاش الناس أم هم في بوار