ينظم شعراً بعد الآن.
- أخاف أن تتهمني بفساد الذوق، إذا طلبت بعض خمرياتك أيها الطائر الصداح.
- لن أقول لك شيئاً بفمي، فأنا أعظم من أن أنشد الناس، ولكن خذ هذه الصحيفة واقرأ ما بها من الخمريات
ياقوت يتناول الصحيفة ويقرأ
أمزج بمسبوك اللجين ... ذهباً حكته دموع عيني
كانت ولم يقدر لشي ... ء قبلها إيجاب كوني
وأحالها التحريم لما ... شبهت بدم الحسين
يقاطعه شميم فيقول:
- ما رأيك في هذا القريض؟
- أحسنت يا مولاي غاية الإحسان!
- (في انفعال) ما عندك غير الاستحسان!! تباً لهذا الزمن الجاحد أنا مخطئ إذ أسمع البهائم أشعاري الجياد.
- معذرة أيها السيد، فقد اعتمدت أن أقول لمن ينشئ الشعر الجيد، أحسنت، وهاأنذا قد قلت، فماذا أصنع لأعبر عن إعجابي بشعر مولاي.
- نعم تقوم وتصنع مثل ما أصنع، (ثم يقوم من مكانه ويدور في المسجد ويصفق في تيه وإعجاب)
- لقد تعلمت منك ما يجب أن يصنعه المستحسن!! ولكن الضحك يأخذ على سبيل الكلام، فهل أضحك يا مولاي.
- لم تضحك أيها الأحمق في مجلسي الوقور؟
- كنت سمعت عنك نادرة ظننتها مختلفة عليك، وهاأنذا أصدقها الآن.
- ما هي النادرة يا مجنون!!
- حدثني أبو البركات سعيد الهاشمي أنك جئت قديماً إلى حلب، فقدم عليك في ملأ من صحبه، فأنشدتهم بعض قصائدك فاستحسنوها غاية الاستحسان، فغضبت كثيراً، وقمت إلى أحد أركان المنزل، ونمت على ظهرك ثم رفعت رجليك إلى الحائط ولم تزل ترتفع شيئاً