التي لا تكفل لأفرادها ما يليق بهم من العيش والمظهر: إن في الفرقة شابات ناعمات في سن صغيرة لا تسمح لهن بالزواج فهن يحتجن إلى المكافأة التي تكفيهن. فقال فكري باشا في كلمته: أما الفتيات الناعمات فإنا نرجو لهن مستقبلاً سعيداً وأزواجاً مسعدين، فإن لم يجدن فنحن هنا. . . فلما خطب الدكتور صلاح الدين بك قال إن زكي طليمات استدر العطف على الفرقة وفتياتها حتى جعل فكري أباظة يقف لا خطيباً فقط بل خاطباً كذلك!
اقتراح لابد منه:
اقترح الأستاذ أحمد حسن الزيات على مؤتمر المجمع اللغوي في جلسته الأخيرة زيادة موضع على المواضع الثلاثة التي يغتفر فيها التقاء الساكنين فأحال المؤتمر الاقتراح على لجنة الأصول تمهيداً لإقراره وهذا نص الاقتراح:
(من طبيعة العربي ألا يلتقي الساكنان على لسانه. فإن التقيا في الكلام تخلص من التقائهما بحذف الساكن الأول إن كان حرف مد، أو بتحريكه إذا لم يكن كذلك. وحذف حرف المد يكون لفظاً وخطاً إذا كان الساكنان في كلمة، نحو خف وقم وبع، ويكون لفظاً لا خطاً إذا كانا في كلمتين، نحو اصنعوا المعروف، واعملي الخير، ووكيلا المجلس، موظفو الدولة، وممثلي الأمة وقد اغتفروا التقاء الساكنين في ثلاثة مواضع: أولها إذا كان الساكنان في كلمة وكان الساكن الأول حرف مد والثاني مدغماً في مثل، نحو عام وخاص ومادة ودابة، وثانيها ما قصد سرده من حروف الهجاء نحو نون وقاف وميم. وكان من الجائز أن تحرك أواخر هذه الحروف لولا أنها وردت في القرآن الكريم على هذا الموضع في فواتح بعض السور. وثالثهما ما وقف عليه من الكلمات نحو سماء ومسكين ومحروم.
والذي يعنينا من المواضع الثلاثة الموضع الأول، لأن اغتفار الساكنين فيه قائم على أصل من أصول البيان وهو دفع اللبس في الكلام، فإنهم لو حذفوا حرف المدمن نحو قولهم عام وسام وجاد وسادة ومارة لالتبس العام بالعم والسام بالسم والجاد بالجد والمادة بالمدة والمارة بالمرة وهلم جرا. وكان ينبغي أن يطرد هذا الاغتفار كلما خيف اللبس من حذف الساكن الأول، ولكنهم وقفوا عند ذلك فدارت على الألسن عبارات لا يستطيع السامع أن يتبين مراد المتكلم منها كقولنا مثلاً: اجتمع ممثلو العراق؛ بممثلي الأردن. واتصل محامي بمحامي الخصم. فإن السامع لا يدري أقصد المتكلم إفراد الممثل والمحامي أم قصد جمعهما