ولست أدري كيف فهم الدكتور أن أبا حيان في (علم الكلام) لما لزم الصمت. وما العلاقة العجيبة بين هذا الصمت وعلم الكلام؟! وكيف تكون (اعتزلت) بمعنى توحدت وانفردت، قرينة على أن المراد بالكلام (علم الكلام) وما الصلة بين التوحد والانفراد وبين مذهب الاعتزال؟ لست أدري. . ولعل هناك صلة فلسفية لا يدركها إلا عقل فيلسوف!
٣ - ص٢٣١ (نعم يا سيدي إن الحديث من الفَريّ) أخطأ الدكتور في ضبط كلمة (الفري) ونقطها وشرحها وقال (الفري كغنى، يقال هو يفري الفري: أي يأتي بالعجب في عمله)!
والصواب:(إن الحديث من القِرَى) وهو تعبير مشهور متداول في كتب الأدب، قال الشاعر:
لحافي لحاف الضيف والبيت بيته ... ولم يلهني عنه غزال مقنع
أحدثه إن الحديث من القري ... وتعلم نفسي أنه سوف يهجع
راجع حماسة أبي تمام ٤ - ٢٤٤، وقال آخر:
ورب نضو طرق الحي سرى ... صادف زاداً وحديثاً ما اشتهى
إن الحديث جانب من القرى
وأظن أن قرى الأضياف بين لا يحتاج إلى شرح نظري!
٥ - ص٣٤٨، ٣٤٩: يقول أبو حيان في الحديث عن قصر العمر: (مما لبثنا في هذه البلدة الوبيئة الحرجة إلا. . . كحلم النائم في الليل، أو كظل قد أخذ في النقصان، أو كالَّنقابة من مول، أو كتوهم من النفس، أو كلمح البصر أو هو أقرب)
قال الدكتور:(النقابة بفتح النون: مصدر نقب على القوم من بابي علم وكرم: صار نقيباً عليهم، أو النقابة بالكسر: الاسم، وبالفتح المصدر)!!!
ويبدو أن الدكتور لم يحسن قراءة الكلمة في المخطوطة. فأخطأ في نقلها وشكلها وشرحها خطأ بعد بها عن المعنى. . والصواب:(أو كالِتفَاتةٍ من مول) فإن قصر الالتفانة من الذاهب المولي المتلفت إلى ما وراءه، هو المناسب للمح البصر وما قبله من تشبيهات، وما قصر مدة نقابة النقيب فشيء غير معروف ولا معنى له، (معذرة يا أستاذ صقر، فهو معروف في نقابة المحامين والصحفيين!!)، ولست أدري كيف استساغ الدكتور قرنها بحلم النائم ولمح البصر في مضمار التشبيه!