وبعد أن جال الأستاذ تيمور بك في نواحي هذه المشكلة، عرج على ما أقترح لها من حلول فبين عدم صلاحها، وخاصة أنها إما تباعد بين الشكل القديم المألوف والوضع المقترح أو تثقل العمل المطبعي وتعقده، ذاهباً إلى أن الإجراء الذي يمكن أن نكفل له قبول الأمة العربية في جملتها، هو أن يكون لمشكلة الكتابة العربية حل لا تتغير به الحروف القائمة ولا تتنكر معه صورتها المألوفة.
ثم أبدى الأستاذ ما يقترح من حل، قائلاً: أرى أن نقتصر من صورة واحدة، من الصور المتعددة التي منها المفرد ومنها ما يقبل الاتصال بحسب أول الكلمة ووسطها وآخرها وبحسب وقوع الحروف في بنية الكلمة المركب بعضها فوق بعض، وأن نتخذ علامات الضبط المتعارف التي يجري بها الاستعمال، وأقترح أن تكون الصورة التي تقتصر عليها من صور الحروف هي الصورة التي تقبل الاتصال من بدء الكلمات، وهي التي يسميها أهل فن الطباعة: حروفاً (من الأول)، على أن تختار الكاف المبسوطة وتظل حروف الألف والدال والذال والراء والزاي والواو والتاء المربوطة واللام ألف - باقية على صورتها في حالت إفرادها.
وقدم الأستاذ مثالاً للطريقة التي يقترحها، منه ما يلي:
(أريد أن نقتصر من صور الحروف عليه بصورة واحدة).
ويرى قراء الرسالة هذا البحث القيم منشوراً في هذا العدد والذي قبله. وقد التقيت بالأستاذ تيمور بك وحدثته في أمر هذه الطريقة من حيث ما يلقاه الذين اعتادوا الكتابة الحالية من مصاعب في الكتابة الجديدة، فقال إن هذه الطريقة خاصة بالمطبعة، أما الكتابة باليد فتظل على حالها، أسوة بما يجري في اللغات الأوربية.
ولكن ألاحظ أن الكتابة الأوربية اليدوية تشتمل على حروف الضبط كما تشتمل عليها الكتابة المطبعية، بخلاف ما تكون عليه الحال في الكتابة العربية المقترحة، فيكون الشبه من حيث الشبك وعدمه فقط.
ورأى أن أهم اعتراض يوجه إلى تلك الطريقة، أن عمال الصف في المطبعة لن يستطيعوا صف الكلمات مشكلة وهي مكتوبة لهم مهملة، فإذا كلفنا الكاتبين المطبعين أن يشكلوا لقوا في ذلك جهداً وعنتاً، ولا يخفى مع هذا أن أكثرهم لا يعرفون ضبط كثير من كلمات اللغة،