نعمان، فهي الندوة التي يؤثرها بحبه كاتب هذه السطور، ومن روادها الأساتذة الدكاترة: عبد الحميد يونس المدرس بجامعة فؤاد، ومحمد كامل حسين الأستاذ بجامعة فؤاد أيضاً، وعبد القادر القط المدرس بجامعة إبراهيم، ومحمد القصاص المدرس بنفس الجامعة. ثم الأساتذة الشعراء: محمود حسن إسماعيل وإبراهيم الوائلي ثم الأساتذة الأدباء: أنور فتح الله، وزكريا الحجاوي، ومحمود محمد شعبان، وكمال منصور. ثم يهبط عليها من حين إلى حين بعض الزائرين من أمثال الأساتذة: السيد أحمد صقر، وعباس خضر، وحمود محمد زيتون، ونعمان عاشور؛ وشاكر خصباك.
هؤلاء هم رواد الندوة وزوارها، وهذه هي بعض الصور التي رسمها لبعضهم الأستاذ نعمان عاشور:(فهناك في نهاية المكان تعود أن يجلس الشاعر العراقي إبراهيم الوائلي منصرفاً إلى كتابة رسالته للجامعة، والسيجارة لا تفارق شفتيه. حتى إذا جاءت الساعة العاشرة بدأ يبحث عن مستمع لآخر أشعاره!. . ثم ترى الدكتور عبد القادر القط يجذب أنفاساً من الشيشة في ملال، ويحاور الأستاذ أنور المعداوي ناقد (الرسالة) حول ضرورة العناية بالجانب الفني في كل إنتاج يستهدف غاية اجتماعية، متهماً أنصار الأدب الواقعي بأن إنتاجهم فارغ ومجرد ضرب من نشرات الدعاية والأستاذ المعداوي لا يطيق الإنصات، وإنما هو يدفع بنظريته عن (الأداء النفسي) ويضرب على صدور الحاضرين بمرفقيه ليفسح أمام فكرته، وكأنه لا يكتفي بتطبيق الأداء النفسي على ما يكتبونه فقط! والذي تصيبه معظم لكمات المعداوي هو الدكتور محمد كامل حسين لأنه يجلس عادة وسط المتناقشين محاولاً الحديث في هدوء، ولكن هل يحظى بالحديث الهادئ أمام هذا الأداء النفسي المعداوي؟!. . وعن بعد يجلس الشاعر محمود حسن إسماعيل. كيف يريدونه بعدكل هذا المجد أن يشتغل مدرساً في مدرسة ابتدائية، ومع أنه صاحب (أغاني الكوخ)؟ إنه لا تهمة الدرجة ولا الوظيفة قدر ما يهمه أن يكون عضواً في اللجنة التي تختار ما يقرر من شعر على تلاميذ المدارس!. . ومن الطرف الآخر تلمح زكريا الحجاوي وهو يعلق على تيلد الجالسين من لاعبي الطاولة وتبلدهم. فإذا أخطأ واحد وتكلم في الفن والأدب انفجر الحجاوي في هدير صاخب، يحدثك عن الأدب المصنوع والأدب الذاتي الموضوعي، والصلة بين الكون والفنان وأثر ذلك كله في موسيقى سيد درويش الحاصل