أوربياً، فالحالة الاجتماعية كما تعرف، وصحفكم ومجلاتكم مملوءة بما تعلم، وقد حضرت بعض الحفلات الكبيرة التي تضم كبراء ووزراء وأجانب فهالني أن أرى مثلاً في إحداها راقصة مصرية - وقد عرفت أنها مسلمة! - ترقص شبه عارية ثم قل لي: أين الثقافة الإسلامية والعربية عندكم؟
رحت أحدثه عن مظاهر ثقافتنا العربية الإسلامية مشيراً إلى أن إخواننا الباكستانيين لا يطلعون عليها لعدم إجادتهم اللغة العربية. ولكن الرجل بادرني بقوله: أنت تقصد الكتب! أنا أعني اثر هذه الثقافة في النفوس وطابعها في الحياة. . .
قلت: لا أنكر أننا نأخذ كثيراً من أوربا في حياتنا وثقافتنا، وهذا شيء طبيعي، فاحتكاك الحضارات وتفاعلها مسألة مفروغ منها.
قال: هذا حسن لو أنكم تأخذون ما يفيد، ولكني أراكم تأخذون كل شيء وأكثره سيئ لا يتفق مع روح الإسلام، ونحن في الباكستان لم يستطع الأجانب أن يحولونا عن روح الدين الحقيقية، ولم نأخذ عنهم إلا ما يفيد من علومهم وحضارتهم.
قلت: إنكم تحكمون بناء على اختلاطكم بالبيئات التي يسمونها طبقات راقية.
قال: كلا، لقد جلت في مختلف أحياء الشعب وصليت في مسجد الحسين والسيدة زينب وغيرهما. ومما لاحظته أن الطبقات الفقيرة لا تستنكر ما يأتيه الأغنياء من المفاسد، وإنما تنظر إلى هذه المفاسد نظرة المحروم الذي
لو وجد المال لما تردد. . . ويعنيني هنا الواعز الإسلامي الذي يتحكم في الأعماق والتصرفات والذي يؤسفني أني لم أعثر عليه.
وسكت الرجل المسلم ثم قال: أحدثك بشيء حدث، لا يخلو من نكتة لطيفة، فقد اتجهت الرغبة الباكستانية إلى الانتفاع ببعض النشاط المصري السينمائي، فأرسل بعض الأفلام المصرية لتعرض هناك. فلما عرضت على الرقيب قبل عرضها أبدى دهشته قائلاً: أهذه أفلام أنتجت في بلاد مسلمة. .؟ أنا لا أصدق أن هذه أفلام مصرية! إنها من صنع اليهود يقصدون بها الإساءة إلى سمعة مصر!!
تأبين حافظ عوض بك:
احتفل مجمع فؤاد الأول للغة العربية بتأبين المغفور له الأستاذ أحمد حافظ عوض بك يوم