لقد كنت في (باريس) إبان أخرجت المطابع المصرية ديوان الدكتور وعند مروري بالإسكندرية وبيروت ودمشق لم أحصل على نسخة منه، وفي بغداد أكد لي أصحاب المكاتب أنه لم يرد حتى الآن لأقرأه وأعيه حقه من النقد. فهل يتكرم أصدقائي في القاهرة بإهدائي نسخة من (ليالي القاهرة) فأكون لهم من الشاكرين وأحبذ لو يتفضل الدكتور إبراهيم ناجي فيحمل عنهم هذا العبء. .
وختاماً يا صديقي الأستاذ عباس أود أن أحيل إليك هذا السؤال لترد أو تعقب أنت بدلاً من صديقك الدكتور فأقول سائلاً ومعاتباً:
من هم الشعراء التافهون الذين يعنيهم الشاعر ناجي؟ أهم كانوا من العراق، أم من سوريا ولبنان، أم من مصر والسودان؟ إن كانوا من العراق وأنا منهم طبعاً فهل لك أن تبين لنا عيوبنا لنتجنبها في المستقبل القريب؟! هذه جناية كبرى لا تغتفر للدكتور ناجي آمل أن تداركوها عسى أن تخفف ما علق بنفوسنا من أشجان.
واسلم لأخيك
بغداد - أمانة العاصمة
عبد القادر رشيد الناصري
عندما علقت على محاضرة الدكتور إبراهيم ناجي (الشعر العربي المعاصر) لم أقصد إلى انتقاص قدره ومكانته في عالم الشعر، إنما لاحظت أنه أراد أن يخلي المكان ويمسح كل من يشغله ليجلس فيه وحده، وقد أشفقت عليه لأنه يجشم نفسه هذا العناء وهو يستطيع أن يأخذ مكانه - وهو آخذه بالفعل - مستريحاً فسيحاً.
والذي ألحظه في رسالة الأستاذ عبد القادر رشيد الناصري - ويسرني أن حالته قد استقرت - أنه قد غضب من وصف الدكتور ناجي شعراء الرسالة بأنهم تافهون، لأنه منهم، وهو يعجب من سكوت بقية الشعراء. . ولكني أرى الأمر أتفه من أن يثير هذا الغضب، فقد رويت ذلك الوصف وأنا أعتقد أنه يحمل في تضاعيفه السخرية به. . فالرسالة تنشر لشعراء معروفين وغير معروفين مقدرة ما تنشره، وليس قول أحد بضائره. . . فالناس تعرف ما ينكره. . .