- كسائر النساء لأوامره ونواهيه، ومن أمهات المؤمنين، وهن ما هن شرفا ومكانة
ولكن أم عمارة قد أصرت إصرارا على أن تحمل السلاح وتنتظم في الصفوف، وتجاهد مع المجاهدين. فهل خرجت بذلك عن طوع القيادة؟. وهل خالفت عن أمر قائدها الأعلى؟. . كلا وما كان لها أن تفعل، ولكنها ذات امتياز على سائر النساء حتى أزواج النبي منهن، لأنها صاحبة عهد مع رسول الله منذ العقبة الكبرى، وهو الذي بايعها على الجهاد، فما ينبغي لها أن تنقض البيعة وأن كان للنساء في تصريحات النبي ذريعة للخروج من باب الجهاد. .
أفهل وقر في الأذهان أن بيعة العقبة أصبحت - ولو بالنسبة لأم عمارة وأم منيع - غير ذات موضوع. أم أنها استنفذت أغراضها، وفقدت صلاحيتها منذ هاجر النبي إلى المدينة، واستقر بها، وقال وأم عمارة وأسماء ما قال من إعفاء النساء من فريضة القتال. .؟
الحق أن القتال كره للرجال، ومع ذلك فقد كتبه الله عليهم، ومن يدري لعله يكون لهم خيرا. . من هذا الباب دخلت أم عمارة وحدها، بعد أن صممت تصميما تاما على الجهاد مع رسول الله، ولديها من المبررات ما بسند رأيها إذا أحتدم الجدال
عرفت أم عمارة أن جهاد النساء ليس واجبا، فلم لا يكون تطوعا، وها هي قريش بقضها وقضيضها، وخيلائها قد غادرت مكة ليس بها داع ولا مجيب، تحارب الله وتحاد رسوله، ليكون لها يوم بيوم بدر، وهذا أبو سفيان قد استخف قومه فأطاعوه
وترامت الأنباء إلى النبي، فأعد لهم من القوة ومن رباط الخيل ما استطاع، ونادى المنادي للجهاد فتقاطر المسلمون إلى الصفوف كأنهم بنيان مرصوص، منهم الغلمان أمثال رافع بن خديج وسمرة ابن جندب وأبو سعيد الخدري، وغيرهم ممن عرفوا بالرماية والمصارعة على حداثة أسنانهم، ومنهم عائشة وأم سليم وقد تطوعتا لنقل الماء على متونها لتفرغاه في افواه القوم، ومنهم الكهول الذين تاقت نفوسهم إلى الاستشهاد في سبيل الله كاليمان حسيل ابن جابر ورفاعة بن وقش ولم يقبلا أن يبقيا مرفوعين في الآطام مع النساء، ومنهم عمرو بن الجموح الذي اخذ يعدو إلى رسول الله ومن خلفه بنوه يصدونه وقد أعفاه الله من الجهاد لأنه اعرج، أما هو فقد أراد أن يطأ بعرجته في الجنة. ومنهم حنظلة الذي لم يبت ليلة عرسه إلا ليصبح على جنابة، فما أن سمع الهيعة حتى طار إليها ليكون غسيل الملائكة بين