يكون فهمه للنصوص الفرنسية مثلا وهي جزء من لغة أخرى لا يعقل أن يجيدها أجادته للغته؟! يخيل إلى أن الحقيقة قد بدأت تتضح لي، بعد أن كنت أتهم نفسي بالغباء كلما قرأت للدكتور بدوي كتابا مترجما عن لغة أجنبية! فمن المؤكد أنه لا يفهم النص الذي يترجمه حق الفهم، ولهذا تبدو أكثر ترجماته ملتوية وغامضة، ولو كانت واضحة في ذهنه لا نعكس هذا الوضوح في نقلها إلى العربية أليس كذلك يا سيدي؟ أنني في انتصار جوابك)!
هذه هي كلمات الأديب الفاضل، وردي عليها هو أن أقول له: أنك لم تعد الصاب في هذا الذي ذهبت أليه ولست أدري كيف كنت تتهم نفسك بالغباء وأنت تملك هذا القدر من الذكاء. أن ذكائك بخير يا صديقي، لأنك لو كنت غبيا لاستطعت أن تفهم كتب السيد بدوي المترجمة عن لغات أجنبية! حسبك أن معالي الدكتور طه حسين باشا قال له يوما أن كأن يناقشه في رسالة الماجستير: أن الشيء الذي يحيرني هو أن اللغة الفرنسية وهي لغة الوضوح والإبانة، تصير على يديك وهي لغة الغموض والتعقيد!! بعد هذا أود أن يرجع الأديب الفاضل إلى (تعقيبات) العدد (٨١٩) من الرسالة، ليقرأ هذه الكلمات التي كتبتها منذ عامين، وهي تثبت أن بعض النابغين من طلاب المدارس الثانوية، يفهمون اللغة الفرنسية خيرا مما يفهمها العالم الجليل:(تحدث الدكتور عبد الرحمن بدوي في عدد (شباط) من مجلة الأديب اللبنانية عن مسرحية الأيدي القذرة للكاتب والفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر. . ولقد استوقفني ما جاء بمقاله من ترجمه خاطئة لبعض كلمات رأيت أن أصححها، حتى لا تبعد الشقة بين أصلها في الفرنسية وبين ما يقابلهافي اللغة العربية. ترجم الدكتور هذه الكلمات وهي عنوان مسرحية لسارتر (العاهر المهيبة)؛ وهنا يبدو شيء من الانحراف في الترجمة لا يستقيم المعنى سواء أكان منسوبا إلى عنوان المسرحية أم كأن منسوبا إلى التي بنية عليها. . أن المهابة كما يدل عليها موال محيطين ضوع المسرحية وكلمة لا تنسب إلى (العاهر) وإنما تنسب إلى بها من عشاق الجسد، أولئك الذين كانت ترحب بهم وتحتفي بمقدمهم؛ وأذن تكون الترجمة (العاهر الحفية). . . أما (العاهر المهيبة) فلا يقابلها بالفرنسية غير هذه الكلمات
وترجم الدكتور بدوي عنوان أخرى لسارتر ترجمه خاطئ وهي مسرحية حيث قابلها بكلمة (القرف)، مع أن ترجمتها الدقيقة هي الغثيان). . . والفارق بين الترجمتين بعيد!