الرافعي كأن صادق الحب لألهمه القول طيعا لا يجد فيه عسرا ولا يحتاج إلى ساعات يبيض فيها إرساله الواحدة، ولما أنشغل بقيمة الكتاب وما يكون له من مكانه في الأدب، وقد ذهب به هذا الانشغال إلى حد قوله في إحدى الرسائل (وقد كأن عندي بالأمس أحد الأدباء المطلعين على الآداب الإنجليزية فأقرأته بعض رسائل منها (يعني من أوراق الورد) فقال أن مثل هذا لا يوجد في الأدب الإنجليزي) وفي ضوء ذلك كله، وفي ضوء ما قرأته في أوراق الورد وغيره يمكن أن نسمي ما كتبه الرافعي في هذا الصدد فلسفة حب وجمال منبعها التأمل العقلي مصوغه في أسلوب محتفل له اشد الاحتفال ولكن من العسير أن تجد به نبض عاطفه طبعيه.
مسرحية (في خدمة الملكة)
أصل هذه المسرحيه رواية (الفرسان الثلاثة) للكاتب الفرنسي أسكندر ديماس الكبير، وقد أعدها الأستاذ إسماعيل أرسلان إلى فرقة المسرح المصري الحديث، وذلك باقتباس بعض حوادث الرواية وكتابتها في حوار مسرحي، وأخرجها الأستاذ زكي طليمات وتجري حوادثها في عهد الملك لويس الثالث عشر، وتصور ما كان يجري في قصر هذا الملك من دسائس ومؤامرات، والصراع الرئيسي فيها بين الملكة (آن) وأعوانها وخاصة وصيفتها (مدام بوناسيية) والفارس الفتي (دار تانيان) وبين الكاردينال (ريشليو) رئيس وزراء فرنسا وأعوانها. وموضوع الصراع علاقة غرامية بين الملكة وبين (اللورد باكنجهام) من أشراف إنجلترا. تشعر الملكة بأن هذه العلاقة تمس شرفها ولا تتفق مع مركزها كملكة في عصمة ملك فرنسا، فتستدعي حبيبها اللورد سرا وتفضي اليه بذلك طالبة منه أن يرحل إلى بلاده ويقطع صلته بها، فيخضع للأمر ويطلب منها هدية يذكرها بها، فتهدي إليه حلية مرصعة باثنتي عشرة ماسة. ويعلم بذلك ريشيلو فيبث عيونه بالبحث عن اللورد، ولكن هذا يفلت منه إلى إنجلترا. ويعلم ريشيلو - بوساطة جاسوسة في إنجلترا - على سرقة ماستين من الحلية، ويشير على الملك أن يطلب إلى الملكة لبس الحلية في حفلة بالقصر. وتعلم الملكة بذلك فتعمل للخروج من هذا المأزق بمعاونة وصيفتها والفتى دارتانيان الذي يسافر إلى إنجلترا لإحضار الحلية من لدن اللورد باكنجهام ولما يكشف اللورد سرقة الماستين يأمر بصنع أخريين مثلهما، ويعود دارتانيان بالحلية كاملة، فتظهر بها الملكة في الحفلة، فيفسد