تدبير الكاردينال، وتنتهي المسرحية بانتصار الملكة أن. ويبرز في خلال هذه الحوادث نفوذ ريشليو الذي يرجح نفوذ الملك لويس الثالث عشر الضعيف الشخصية، ويكاد الأول يطغي على الثاني لولا شجاعة فرسان الملك وخاصة دارتانيان
وينبغي أن أقول قبل كل شيء. أن نجاح هذه المسرحية يرجع إلى أمرين، الأول هو هذه الجذوات المتقدة جوانح هؤلاء الشباب - ممثلي الفرقة وممثلاتها - المتطلعين إلى مستقبل بجنون فيه ثمرات جهودهم الحاضرة، وهذه الجذوات هي أهم ما يميزهم عن الممثين القدماء الذين وصلوا أو يئسوا. . . وقد برز في تمثيل هذه المسرحية صلاح سرحان (دارتانيان) فقام بدور الفارس الصغير الذي يدفعه روح الفروسية إلى الإخلاص في خدمة الملكة وإنقاذها مما يحاك لها من شباك، وعبد الغني قمر في دور مدير سجن الباستيل، وقد أثبت عبد الغني - بهذا الدور وبغيره في مريض الوهم - براعة تمثيل الشخصيات الشاذة وإبراز ما يقصد بها من معان وظلال في جو الرواية، وزهة العلا (مدام بوناسيية) كانت موفقة في أداء ما يتطلبه دورها من حركات وتعبيرات، وكذلك أحسن كل من سعد قردش (ريشليو) ومحمد السبع (الملك لويس) ونور الدمرداش (اللورد بانجهام) وسميحة أيوب (الملكة آن) أحسن كل منهم في دوره، ويظهر أن سميحة كأنت متعبة عند لقاء دوره، يظهر أن
أن سميحة كأنت متعبة عند لقاء اللورد باكنجهام فلم تعط الحب المكبوت حقه في أن يطل خلال العزم على قطع الصلة بالحبيب أما ثاني الأمرين اللذين يرجع إليهما نجاح المسرحية، فهو أنها مقررة على طلبة الثقافة، وبهذا ضمنت، جمهورا كبيرا يغص به المسرح في كل يوم من أيام عرضها. ويظهر أن هذا هو الحافز الأمل على تقديم هذه المسرحية، وهو غرض لا بأس به من حيث اجتذاب الطلبه إلى المسرح وتوطيد صلتهم بالفرقة وبعد فأن المسرحية في ذاتها لا تخلق شيئا ذا بال، فليس فيها تحليل ولا التفاتات تذكر إنسانية تذكر، ولا حادثة تاريخية مهمة يقصد إلى تجليتها، وهذا أدنى ما يهدف إليه في الروايات التاريخية والصراعليس له تستحق كل تلك الجلبة، فكل ما في الأمر أن تنقذ الملكة من شبهة علاقاتها الغرامية الحقيقية. . أي أن ينتصر الرياء. . . ولهذا كان الختام يحتاج إلى أن يعلن عنه بمثل كلمة (خلاص!) وقد استطاع الأستاذ زكي طليمات مخرج