للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(أن النور في العلم الذي لا يصل إليه طالب إلا بالتقوى هو الحكمة. فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم (٦٥ بـ ٢ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا. ومن يتق الله يكفر عنه سيآته ويعظم له أجرا)

ومعنى التقوى العام عند السيد رضا هو (اتقاء كل ما يضر الإنسان وفي نفسه وفي جنسه الإنساني القريب والبعيد وما يحول بينه وبين المقاصد الشريفة والغايات الحسنة والكمال الممكن) ولذلك قال العلماء إنها عبارة عن ترك جميع الذنوب والمعاصي وفعل ما يستطاع من الطاعات. وزدنا على ذلك اتقاء الأسباب الدنيوية المانعة من الكمال وسعادة الدارين بحسب سنن الله تعالى في الكون. . . ومن ثم كانت ثمرة التقوى العامة الكاملة هنا حصول ملكة الفرقان التي يفرق صاحبها بنوره بين الأشياء التي تعرض له من علم وحكم وعمل، فيفصل فيها بين ما يجب قوله وما يجب رفضه وبين ما ينبغي فعله وما يجب تركه).

أما سنة القرآن في الإرشاد إلى العبادات فهي عند السيد رشيد

رضا (بيان أصولها ومجامعها وتكرار التذكير بها بالإجمال.

وأكثر ما يحث عليه من العبادات الصلاة التي هي العبادة

الروحية العليا والاجتماعية المثلى. فقد كرر القرآن الأمر بها

في آيات كثيرة (٢٩ بـ ٤٥) اتل ما أوحي إليك من الكتاب

وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر

الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون). وقوله (٧٠، ١٩ إن الإنسان

خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا،

إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون، والذين في

أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم.) (صفحة ١٦٥١٦٧ من

كتاب الوحي المحمدي)

<<  <  ج:
ص:  >  >>