للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الموسيقي، حتى ولو خرج عن الأوزان العربية المعروفة، لأن الدافع الأول - كما قلنا - كان دافع الطرب، والتأثير على السمع ليس إلا!

وشاعرنا هذا: قد بز أقرانه وغلبهم في هذا المضمار. وله في ذلك ثلاثة (بنود) معروفة، فالبند الأول يصف به حصانه. والبند الثاني يصف فيه سفرته إلى (بغداد). والبند الثالث وهو المشهور يصف فيه حبيبته وصفا دقيقا، وهو بذلك يقلد صاحب (اليتيمة) وقد وشاه بألوان رائعة من اللفظ الأنيق من جودة الصياغة، وغزارة المعاني، تلك التي نتلمسها في كل صورة من صوره. ولو أننا نلاحظ فيه بعض التكلف في الصناعة، وبعض التعقيد في اللفظ، وهذا مما دفع به أن يحشر بين سطوره طائفة من الكلمات الغريبة، البعيدة كل البعد عن اللغة العربية الفصحى. . ولكن له العذر في ذلك، لأن طابعه الشعبي يغلب عليه في بعض الأحيان، فتفلت منه هذه السقطات فأصغ إلى ما يقول في هذا البند:

أيها اللائم في الحب

دع اللوم عن الصب

فلو كنت ترى حاجبي الزج ... فويق الأعين الدعج

أو الخد الشقيقي

أو الريق الرحيقي

أو القد الرشيق

الذي قد شابه الغصن انعطافا واعتدالا،

فندا يورق لي آس عذار أخضر

دب عليه عقرب الصدغ،

وعرنين حكى عقد جمان يقق

قدره القادر حقا ببنان الخود ما زاد عن العقد،

وثغر أشنب قد نظمت فيه لآل لثناياهن

في سلك دمقس أحمر

جل عن الصبغ

وجيد فضح الجؤذر مذ روعه القانص

<<  <  ج:
ص:  >  >>