وقد أجاد الممثلون جميعا في هذه المسرحية، وخاصة الأستاذ عبد الرحيم الزرقاني قام بدور (رادفورن) فكان موفقا كل التوفيق في التعبير بالمواقف المختلفة، وقد أظهر مقدرة فائقة في تمثيل البرود الإنجليزي، حتى ليصعب علي أن أراه بعد ذلك رجلا مصريا. . وأعتقد أن هذا هو دوره الذي يعرف هب في حياته التمثيلية. وكذلك كانت نعيمةوصفي موفقة في دور (مسز بكسلي) وهو دور فكاهي قامت به على أكمل وجه، وأجاد محمد السبع في دور المفتش وهذا الممثل يستطيع أن يقف المواقف الطويلة وهو يجدد شوق المشاهدين بحركاته وانتقالاته البارعة، وكان كمال يس (في دور برنارد بكسلي) مثال الرجل (الهجاص) الذي لا يحسن غير الأكل والتظاهر بالمظاهر الفارغة
وأرى أن هذه المسرحية تعتبر تجربة للجمهور من حيث تذوقه للمسرحيات العالية، وألاحظ أنها تجربة ناجحة، وإن كنت لا أدري أذلك لأن هذا الجمهور من طبقة خاصة أم أن الجمهور المصري يظلمه المهرجون. .؟
حول مؤلفات العميد
تلقيت الرسالة الآتية من الأديب الذي يصر على أن يوقع (أسامة) وهو يعقب بها على ما كتبته بعنوان (طه حسين الوزير يتحكم في طه حسين المؤلف):
(خاطر غريب، لست أدري مبعثه، دفعني لأن ألقي بالكتاب الذي في يدي جانبا، وأتناول (الرسالة) فأقرأ مرة أخرى (كان شعاري منذ وليت وزارة المعارف ألا تشتري الوزارة كتبي حتى أخرج منها. . . ومع ذلك فما أظن وجود هذه الكتب في المكتبات في متناول المدرسين والطلاب يضر أولئك أو هؤلاء أو لا ينفعهم)
وأنا وإن كنت مثلك - يا سيدي - لا أحب أن أخوض في الحديث الملوث بالحزبية إلا أني في حيرة من أمري. . . وأسأل نفسي: أيوجد هناك من يعترض على مد الناشئة بكتب طه حسين؟!. . . وما الدافع على ذلك؟!. . . أهو الجحود بالعبقرية أم الكفر بالأدب والعلم الخالد؟!. . . أم هي الحزبية السياسية الحمقاء التي يجب ألا تنفذ إلى ميدان العلم؟!. . .
إننا لو تركنا جانبا ذلك الغذاء الأدبي والفني الذي يعود على الناشئة من كتب طه حسين، ونفذنا من زاوية واحدة. . . زاوية التربية الصحيحة والاتجاه إلى الأخلاق الفاضلة، وخلق