بالأمور. وأمثل الطرق لفرض الحزم في العمل هو أن يحيط القائد نفسه بالأشخاص الذين يجد فيهم من الصفات ما يرضيه ومن العادة أن يتقبل أي إنسان النقد إذا لم يكن هذا النقد موجها إلى خلفه أو إلى ذكائه والخطة الحكيمة في هذا الصدد أن يعرب المسؤول في سرعة وقوة عما يحس إحساسا قويا. وإذا وجه توبيخ قاس بسرعة فإنه يكون أقل إيلاما من الإبانة عن عدم الرضا المشحون بالكراهية. ويجب أن يدرك المأمورون أنهم عرضة للعقوبة إذا لم يقوموا بتنفيذ الموجه إليهم، كما يجب أن يعلموا حق العلم أنهم معفون من جريرة تنفيذ الأوامر التي تؤودي إلى تهلكة والقائد الحكيم يتحمل دائما المسؤولية الكاملة فيما يقوم من أعمال
والقائد المدافع الطبيعي عن شعبه ضد عدوان المعتدين. ومن اللازم أن يراقب قائد عماله أو جنوده أو يجاريه ليستوثق من أن المعاملة التي توجه إليهم من رؤسائهم عادلة محترمة. وهذا أصعب واجبات القائد، إذ يجب عليه أن لا يضعف من سلطة مساعديه ولا يصبر على التصرفات المسيئة التي يقترفها أصحاب السلطة منهم. وليس من قاعدة هنا يمكن سنها، وإنما يحاول المسؤول أن يرفع كفة ويرجح أخرى حتى يحفظ التوازن المطلوب ومن واجبات الزعيم أن يتنبأ ما استطاع بالتذمر الذي يمكن أن يقع فيعالجه كما يعالج الظلم قبل تقديم الشكايات. وللوصول إلى ذلك من الاتصال المستمر بالرجال الذين يعملون معه وهذا يعنى أن ينزل إلى الخنادق إذا كان قائدا عسكريا وأن يراه العمال قائما بينهم زائرا لهم آونة وأخرى إذا كان مديرا لعمل. ولابد للزعيم من خيال يسعفه فالاطلاع على حياة الآخرين شيء ضروري له لكي يتمكن من حماية الذين يكابدون المتاعب منهم. وسر الوصول إلى محبتهم أن يشعر معهم وأن يستطيع مساعدتهم في أعمالهم بالقدرة التي يستطيعون القيام بها هم أنفسهم. والناس يصبرون على تلقى الأوامر بل يحبون ذلك إذا كانت هذه الأوامر تلقى صحيحة واضحة.
ويختلف الحكم على القيادة في الفن اللازم لهما زمن السلم فالقيادة تعني إيصال جماعة من الناس تحت نظام صارم إلى غاية معلومة. والضابط في الجيش يعلم أن رجاله يطعيون إلا في الحالات النادرة من العصيان الخطير. وهو يحيط إحاطة تامة بالغاية التي يرمي أليها سواء كانت دفاعية أو كانت للاستيلاء على مقاطعة معينة. ورئيس مشروع تجاري كبير