السودان، والمسألة العربية، والحركة الوطنية، والاتجاهات الإنشائية للحكومات المتعاقبة - كل هذه المسائل وأمثالها لا يعرف المثقف الإيطالي المقيم بمصر عنها شيئا. . .
هذا، ومصر تنفق آلاف الجنيهات للدعاية في الخارج أليست الدعاية لمصر بين جماهير الأجانب المقيمين في أولى؟ وخاصة إذا كانت لا تكلف كثيرا ولا تحتاج إلى جهد كبير؟
الأجانب واللغة العربية
وقد استطر ذلك الأستاذ في الحديث قائلا: لماذا لا تذاع دروس لتعليم اللغة العربية في البرنامج الأوربي بالإذاعة المصرية، كي يستطيع المواطن الأجنبي في خلال شهور التفاهم بها أو قراءة جريدة عربية؟
والواقع المؤلم أن مصر مقصرة أشد التقصير في تعليم لغتها للأجانب، فليس هذا التقصير خاصا بالإذاعة، فإن الأجنبي لا يجد في بلادنا معهدا يتعلم فيه اللغة العربية على نفقة الحكومة، على حين نرى الدول الأخرى تنشأ المعاهد التي تعلم الأجنبي لغتها لا في داخلها فقط، بل في البلاد الأخرى ولا تدخر وسعا في نشرها بمختلف الأقطار. وأن المصري الذي يسافر إلى لندن أو باريس مثلا لا يلبث أن يجيد الحديث بالإنجليزية أو الفرنسية، على حين نرى الأجنبي يستوطن مصر ويمضي فيها سنوات دون أن يلم بلغتها، فإن فعل لم يتجاوز العامية الجارية على ألسنة الشعب، فلا يعرف شيئا عن ثقافة البلاد وآدابها، بل هو لا يقرأ من الصحف والمجلات إلا ما يصدر باللغات الأجنبية.
مسرحية (المتحذلقات)
استأنفت فرقة المسرح المصري الحديث موسمها الثاني لهذا العام على مسرح الأوبرا الملكية يوم السبت الماضي، وقد بدأت بتمثيل مسرحيتي (المتحذلقات) و (مريض الوهم) وأقصر حديثي اليوم على المسرحية الأولى التي تعرضها الفرقة لأول مرة، أما الثانية فقد كتبت عنها من نحو شهرين عندما مثلتها الفرقة على مسرح حديقة الأزبكية.
تعرض المسرحية أربعة متحذلقين: اثنتين وأثنين، ويعديني جو هذه الرواية فيحملني على أن أصطنع شيئا من (الحذلقة النحوية) فأسأل: لماذا غلب جانب التأنيث على جانب التذكير في العنوان (متحذلقات) على خلاف القاعدة العربية المعروفة التي تحتم تغليب المذكر على