للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(أما البرامج فإنها مثقلة إلى حد لا يطاق، وهي على إثقالها لا تثقف كما ينبغي أن يثقف الطالب، والخير كل الخير أن نلقي إلى التلاميذ ما يقبلونه وما ينتفعون به دون إرهاق. أما الامتحانات عندنا فهي كارثة الكوارث لا يكاد الطفل يدخل المدرسة حتى يمتحن من سنة إلى سنة، ونحن في هذا نكاد ننفرد بهذه العلة دون كثير من الأمم المتحضرة).

أكبر الظن أن معاليه لا يعلم بهذه الكارثة التي توشك أن تنقض على هذه القطع الغضة الصغيرة من أكبادنا التي تتناثر في رياض الأطفال. إن هذا السخف لا يمكن أن يتم برضاء ذلك المفكر الكبير الذي يحارب - فيما يحارب - هذا السخف. . ويعمل على إبعاده عن الكبار، فما بالك بالصغار!

يا معالي الباشا، أدرك تلك الزهرات قبل أن تدعكها أيدي الجفاة. .

ذكرى قاسم أمين

احتفل الاتحاد النسائي يوم الاثنين الماضي، بذكرى وفاة نصير المرأة والداعي الأول إلى تحريرها قاسم أمين. وقد ألقت كلمة الاتحاد النسائي السيدة إحسان القوصي فتحدثت عن قاسم أمين من حيث دعوته إلى تحرير المرأة، وأفاضت في الحديث عن النهضة النسوية، وقد أحسنت بقولها أن المرأة ليست زينة المجالس بحليها وزيها، وإنما هي كذلك بما تشعر الرجل به من احترامها واعتبارها، إذ تناقشه في مختلف الشؤون الفكرية والعلمية والأدبية.

وتحدث الشيخ المحترم محمد خطاب بك عن صاحب الذكرى، فنبه إلى أمرين: الأول أن تحرير المرأة في رأي قاسم أمين لم يكن أمرا قائما بذاته، وإنما كان ينظر إليه على أنه الركن الأساسي في نهضة البلاد، والأمر الثاني أنه كان يصدر في دعوته عن إيمان بمطابقتها للدين الإسلامي، فأهتم بتفنيد الطعن الذي وجه إليه من حيث نظره إلى المرأة، ورفض أن يقصر دعوته على الناحية الاجتماعية. وكان خطاب بك يبدو ملما بالنواحي المختلفة لقاسم أمين وهو من قرابته وصحابته - ولكنه كان يرتجل فلم يسعفه الارتجال على إيفاء الموضوع حقه، وكان يقرأ أحيانا من ورقة مكتوبة بالعربية ولكن القراءة غير عربية. . ولجأ كثير إلى العامية، فاضطرب بين هذه وتلك، ولم تستقم له إحداهما! وقد قال في أول كلمته إن وفائه للراحلين أكثر منه للأحياء، وأنه وفي خاصة لقاسم أمين لمكانه منه، وحث في آخر الكلمة على الاهتمام بدراسته. ولو أنه أعد موضوعه كتابة لكان أدنى

<<  <  ج:
ص:  >  >>