بائع شطائر، فاشتريت منه شطيرة وأكلتها. . . هنا عرف الجميع أن الشطيرة هي سبب الألم، وهنا انتهز المعلم الفرصة وناقش التلاميذ فيما يجب عمله حتى لا يتكرر هذا الحادث، ثم اتفق الرأي على القيام ب (مشروع المقصف) ثم أخذوا في إقامة مقصف بالمدرسة يشتمل على كل ما يحتاجون إليه من حلوى وشطائر وما إليها. وراحوا يقيسون الأبعاد ويحسبون النفقات، ويرجعون في ذلك إلى مدرس الهندسة والحساب. . . وأخذ المشروع يتفتق عن حاجة التلاميذ إلى سائر مواد الدراسة، ففرصة اللغة - مثلا - كتابة التقريرات عن نواحي المشروع كتابة عربية سليمة، حتى تحسين الخط وجد فرصته، فقد شعر التلاميذ بالحاجة إلى الإعلان عن المشروع في بيئة المدرسة، فكان الحل أن يكتب مدرس الخط الإعلان بخط نموذجي هكذا (ساهموا في مشروع المقصف) وجعل التلاميذ يحاكون هذا النموذج، حتى كتبوا عشرات منه، ثم قاموا بتوزيعها. . . وهكذا يختارون سائر المشروعات ويفتنون في دراستها
ومجتمع المدرسة - كما سبق - صورة للمجتمع الخارجي، والتلاميذ هم وحدهم أفراد هذا المجتمع، تحت إشراف المشرفين، فهناك فرقة للإسعاف سرعان ما ينشط أفرادها إلى العلاج اليسير بما يستطيعون من وسائل الإسعاف، وهناك شرط يقومون بحفظ النظام ويعملون على استتباب الأمن ويقومون بضبط الحالات التي يخالف فيها المخالفون، ويكتبون تقريرات عنها ترفع إلى (الأسرة) التي تتولى عقاب المخالف. وبالمدرسة أربع أسرات، هي: أسرة أحمس، وأسرة المعز، وأسرة صلاح الدين، وأسرة محمد علي وكلها مكونة من التلاميذ بطبيعة الحال. ويشرف على هذه الحركة مشرف المدرسة وهو الأستاذ محمود رضوان شرف وقد جلست معه في فناء المدرسة نشاهد التلاميذ من بعيد. وقد استرعت نظري حركة (رجال الشرطة) إذ رأيتهم يسرعون إلى كل حالة تستدعي عملهم، وقد رغبت إلى الأستاذ رضوان أن يطلعني على التقريرات التي كتبوها عن هذه الحالات، فرأيت فيها ما يستدعي الإعجاب. كتب أحدهم:(تكرر من التلميذ. . . شراء بعض المأكولات من خارج المدرسة وقد عملنا مراراً على منعه ولكنه أبى، وقد بينا له أضرار هذه المأكولات فلم يستمع إلى كلامنا فاضطررنا إلى تسجيل هذا) وكتب آخر: (بينما كنت أسير في فناء المدرسة بجانب المطعم وجدت التلاميذ. . . و. . . و. . . يلعبون بالكرات