للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فقالت: (على العكس. . . إني شاكرة لك نجدتك، ولولاك لصار الثوب في يدي هلاهيل. . . فأنا مدينة لك. . .)

فرفعت عيني إليها فإذا بها هي التي سلقتني على المائدة بلسانها وحرمتني لذة الطعام وأنا جائع أتضور، فارتددت عنها مقدار خطوة وندت عن صدري آهه مخنوقة:

فقالت وهي تدنو مني: (ماذا بك؟) ورأتني أتكلف الابتسام فقالت: (بالدور. . . أنت مرة وأنا مرة)

فقلت: (لا شيء. . . لا شيء. . .)

فألحت (ولكن ماذا بك؟)

قلت: (أوه. . . لاشيء، لم أكن أحسب أنك أنت. . .)

فقالت مستغربة (ولكن بالطبع أنا أنا. . .)

قلت: (طبعاً. طبعاً. إني سخيف)

قالت: (هل تعرفني؟)

قلت: (أعرفك؟ الجواب نعم ولا)

قالت: (كيف يمكن هذا؟ ماذا تعرف عني؟)

قلت: (أقل مما تعرفين عني)

قالت: (لا مؤاخذة، ولكني لا أعرف عنك شيئاً)

قلت: (صحيح!؟)

قالت: (بالطبع صحيح! إني لم أرك إلا الساعة)

فتشهدت وأنحط عن صدري حجر، وقلت: (الحمد لله!، يا ما أكرمك يا رب!)

فقالت: (ولكن لماذا تتكلم هكذا؟ لست أفهم شيئاً. . .)

قلت: (أحسن)

قالت: (هل معنى هذا أنك تخشى أن أعرفك؟)

قلت: (جداً جداً جداً!)

فضحكت وقالت: (هل أنت مجرم هارب؟)

قلت: (شر من مجرم، بودي لو أستطيع الهرب ولكن إلى أين؟ كلا. لست مجرماً ولكني

<<  <  ج:
ص:  >  >>