فوضعت راحتها البضة على كتفي وقالت:(لا تتكلم هكذا! هل أنت مريض؟)
قلت:(نعم. نعم. نعم.)
قالت:(مسكين! ماذا بك؟)
قلت:(أذني. . . أذني. . . آه من أذني) والمصيبة أني كنت أبتسم، فقد راقني هذا الموقف على الرغم مما أجن من الحقد على الفتاة، فأقبلت علي، وجعلت تهون من أمر أذني وتشير علي بأن أضع فيها قطرة أو قطرتين من (الجليسيرين) وأن أبلع قرصاً من (الأسبيرين) فشكرتها افترقنا.
وفي صباح اليوم التالي مررت (بقلم الجوازات) وبدار (القنصلية الإيطالية)، ثم استخرت الله وذهبت إلى مكتب (شركة سيتمار)، وطلبت تذكرة على الباخرة (اسبيريا) وإذا بالفتاة تقول لي:
(وأنت أيضاً مسافر عليها؟)
قلت:(نعم. هل هناك بأس؟)
فضحكت وقالت:(كيف أذنك اليوم؟)
قلت:(أذني؟ آه! صحيح! تطن)
قالت:(يظهر إنها شفيت. . .)
فهممت بأن أقول شيئاً ولكن الرجل سألني عن أسمي، ولم أكن أتوقع هذا، فهبط قلبي إلى حذائي، ونظرت من الفتاة إلى الرجل، ومن الرجل إلى الفتاة وقلت:
(إسمي؟ ولكن هل هذا ضروري؟)
فقال:(لا. . . ولكن يحسن. . . إن أسماء الركاب تكتب وتوزع على الباخرة)
وكنت قد أنقدته قبل ذلك ثمن التذكرة فلولا هذا لعدلت فقلت:
(إسمي؟ إسمي؟ أظنه إبراهيم. . نعم. . . إبراهيم عبده)