قصيرة مثل هذه، بل أدعها لمن يريد أن يستمتع بها ويتلاها كما أتيح لي ذلك.
هذا هو الكتاب بوصفه الموجز، وهو وصف لا أظنه يستطيع أن يتحدث كما يجب عن (٤٧٢) صفحة دعمت بالمصادر الكثيرة من عربي وأجنبي وتجلت فيها وفرة الاطلاع فجاءت تشق طريقها من أعماق التاريخ إلى حيث تقف القافلة الآن.
فهل نستطيع بعد هذا أن نقول: أن الكتاب من العرب في أقدم عصورهم وإلى العرب في عصرهم الحاضر؟ وهل نستطيع بعد هذا أن نقول: إن الكتاب درس من دروس القومية العربية لمن يهتمون بالقومية؛ أظن إننا نستطيع أن نقول ذلك عندما نتجاوز تلك الهوة التي فصلت بين قمتين من قمم الكتاب، وهي هوة الصوفية، وقد اندست هذه الهوة تفرض نفسها بين القمتين بإيحاء من المنهج التاريخي حسب، كما اندست في حياة العرب فكانت أكبر مخدر تسمم به ذلك الجسم الفارغ السليم.
إبراهيم الوائلي
ديوان علي بن الجهم
جمع وتحقيق العلامة خليل مردم بك
للأستاذ عبد القادر رشيد الناصري
تفضل صاحب المعالي شاعر الشام الأستاذ الجليل خليل مردم بك سكرتير المجمع اللغوي بدمشق فأهدى إليَّ نسخة من ديوان علي بن الجهم الذي بذل جهدا مشكوراً في جمعه وشرحه وتحقيقه، ونسخة أخرى من ديوان الشاعر السوري الرقيق الملقب (بالوأواء الدمشقي) الذي قام بتحقيقه والتعليق عليه الدكتور الفاضل سامي الدهان وكلا الديوانين كان آية في أناقة الطبع ودقة الشرح. . وقد صرفت - رغم مشاكلي - وقتاً غير قصير حتى قتلتهما دراسة وتمحيصاً، ويسرني أن أقدم هذه الكلمة المتواضعة رأي في الديوان الأول لقراء الرسالة الغراء هنا وهناك، على أن أعود إلى الديوان الآخر في فرصة أخرى.
يقع ديوان على بن جهم في ٢٢٣ صفحة من القطع الكبير وتقع الدراسة التي كتبها الأستاذ مردم بك عن الشاعر في ٤٧ صفحة. وهي دراسة شاملة جامعة، تطرق فيها الشارح إلى عصر الشاعر ونشأته وشعره، ودراسته والظروف التي أحاطت به حتى مقتله ووفاته.