ملك وزوجته ملك، وأم ملك، وأخت ملك، فأرهقتها بما طلبت منها وأنقذت نفسها من كيدك بآلاف من الدنانير قدمتها إليك. . .
ألا فارقب الدهر وهو يدير للقصاص وستلقى جزاءك مناص. . .
قبل عيد الفطر عام ٩٠٦ هجرية، وفي إحدى الدور النائية في أطراف القاهرة أجتمع عدد من أمراء السلطنة يتزعمهم الأميران: قيت الرجي، ومصر باي. وكان من بينهم طقطباى، وتمر باى، وكرتباى، وخشكادى البسقي، وغيرهم وغيرهم، ممن ينقمون على الملك العادل، وممن هددهم بالقبض عليهم ونفيهم. . .
ويقبلون وجوه الرأي في تصرفاتهم ومواقفه إزاءهم، واشتطاته في معاملتهم واجترائه في العدوان عليهم. . .
قال أحدهم: لقد تفاقم شر هذا الطاغية، وأغرم بسفك الدماء وإهدار الأبرياء حرصاً على دولته وزعماً منه أننا خطر عليها وقد أصبح بطشه قريباً منا. . . نحن الأحياء. . .
قال آخر: وإن لنا فيما أجرمه في جانب الأنابكي قصروه صديقه لعبرة. . . والعاقل من اعتبر بغيره، وأننا إذا أرخينا له في الزمام ولم تهنه من غربه، ونحد من غضبه، تطاير شرره حتى نحترق به. . .
قال آخر: ألا تقدمون له نصيحة خالصة وتطلبون إليه في صراحة وحزم أن يكف عن سيئاته، ويقلع عن خطيئاته. . . أو لكم مقترح أخر؟
قال أخر: إن مثله لا ينقاد للنصيحة، ولا يأمن ناصحه من مد مغبة غدره، فقد التاثت نفسه، واختلط حب الفتك بدمه ولحمه، وبلغ به سوء الظن مبلغاً وخيماً. . . ومثله مثل الظامئ الصادي، إذا شرب من ماء البحر، فلا نقع غلة، ولا روى ظمأ، بل أزداد أوامه، واشتد هيامه. . .
قال آخر: إذا لابد من تدمير أمر حربه. . ولابد من إزالته من الطريق! فهل لدينا من القوة ما يكفي لنجاح هذه التجربة. . .؟ وأنتم تعلمون أنه نفى جماعة إلى قوص، منهم جان بردى الغزإلى، وقرقماس قرا، وقايتباى. وهم من القوة والشجاعة والدربة، والرأي، بالمكان الذي تعلمون. . . لقد قيل أن بعضهم فقد في الطريق إلى منفاه. . . ولم نظفر بعد بخبر عنهم، لذلك ترون أننا في حاجة قصوى إلى إعداد العدة ولم الشمل وجمع العدد الكبير