للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المستطاع إلى جانبنا. . . ثم. . . ثم علينا أن نغرى المترددين والوجلين حتى ينحازوا إلى صفوفنا. . .

إن العادل لا يزال لديه جمع كبير من المماليك السلطانية، ومن المماليك (العادلية) وهم مماليكه الأخصاء، وحوله عدد آخر من الأمراء، الذين اصطنعهم بالمنصب والمال والهدية، ومنهم الأمير طراباى رأس النوبة. إني اعتقد أن طراباي يبصبص بذنبه لمنصب الأتابيكية.، وقد وكل السلطان إليه أن يقوم بمهامها ريثما يعين لها الأمير ولعله يكون طراباي نفسه. . .

قال آخر: لقد بلغني أن الأنابكية ستكون من نصيب الأمير قابي بردى الدوادار الثاني. . . فهو المنافس الوحيد الخطر لطراباى فهو من عصبة العادل وخواصه، وأشعر أن طراباى بدأ يتململ من العادل بسبب إيثاره لقاني بردى عليه، ومن هنا يمكن اصطناعه وتستطاع استمالته إلى صفوفنا.

قال آخر: لو كان أمر طراباى كما نقول، لما جمع جنده وأعوانه أمس، واصطحب عدداً من الأمراء الطامعين أمثال: أنس باى وبيرس البهلوان، ومعهم الوالي والشرطة. لقد طاف هؤلاء جميعاً بعد العشاء أمس يفتشون المنازل ويفجعون سكانها، ويغلظون القول للناس، وبحثاً عنا وطمعاً في كشفنا والقبض علينا وتسليمنا لهذا السفاح. . ولو تم الأمر على ما يهوى طراباى لتم هلاكنا.

قال آخر: إن طراباى في موقفه هذا، يمسك العصا من وسطها، فهو يقوم بمهام منصبه في ظاهر الأمر، حتى لا يسرع إليه العادل فيتهمه ويقضي عليه، والعادل يأخذ بالظنة ويستمع للغربة. . . وبذلك ينجو طراباى من كيده وغدره في حين أنه حانق عليه لآنا على وشك أن يختص الأمير قاني بردى بمنصب الأنابكية دونه. ومن هنا نستطيع أن ندخل إليه من هذه الثغرة فنوسع فيها حتى نحمله إلى الانضمام لجماعتنا. وليس ببعيد أن تثور ظنون العادل ضده بعد فرار الأنابكية من يديه فيتهمه ويبطش به. فإذا لم يسرع طراباى منذ الآن باختيارها والانحياز إلينا، فقد تضيع الفرصة منه لدى الطرفين، ثم لا يجد من ينهض لمعونته حينما يقف وحده في الميدان. أما فالفرصة مواتية له. . اتركوني أتصل به وأدبر لكم أمره.

<<  <  ج:
ص:  >  >>