للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السلطانية لا تستطيع الآن أن تفي بجميع ما يطلبون. ألا ينتظرون حتى تستقر الأمور وتهدأ الأحوال. . . وحتى تشحذ الهمة ونعيد النظر في وسائل تدبير المال؟ ثم نجيبهم إلى ما يطلبون.

وأنني في الوقت الذي يجتمع فيه المال والطعام والكسي لدى لن أدخر وسعاً في الإغداق والبر، ولن أقصر في الوفاء بالرواتب، ولن أتقاعد عن التعويض عما فات.

- الأنابكى قيت: إذا بذل لهم مولانا السلطان وعده الكريم وضغطنا نحن الأمراء باللين والقول الحسن فسيكون حتماً عن ثورتهم وأعتقد أنهم يدينون المقام الشريف بالطاعة والولاء، أما نحن فسنبذل قصارى جهدنا في سبيل تهدئة الفتنة محافظة على الخواطر السلطانية الشريفة.

السلطان: أنت تعلم أيها الأمير - أن أمامنا مشكلة كبرى لم تحمل إلى اليوم. وقد أنصرم شهر شوال ولم نضع لها حلاً. تلك هي مشكلة اختفاء العادل. . . ينبغي أن يؤتي به إلى هنا حياً كان أو ميتاً. ولعل الماكر الخبيث له في ثورة الجنود فتنهم وتحريضهم على طلب المتأخر من عطيتهم ورواتبهم.

- الأمير مصر باى: أجل يا مولانا إن العادل أعواناً وأنصاراً يعمل معهم في الخفاء، ويدبر الأمر للعودة إلى السلطنة بعد أن انتزعت منه انتزاعاً ولكن هيهات. . .

إنه يجتمع بهؤلاء الأعوان والأنصار في ظلام الليل الدامس ويسردون سطورا حاضة على الثورة، ويبذلون فيها الوعود السخية للجند، وينثر عليهم دراهمه ودنانيره شفاهاً، ريثما يعود. . . ويهب لكل واحد منهم مائتي دينار وفرساً مطهمة. ويتوب إليهم مما جنته يداه. ويمينهم بأنه لن يعود فيهم إلى سيرته الأولى، وسيرعى العدالة حق الرعاية، ويدفع الرواتب، ويجزل العطاء، ويفصل في الأمور برأيهم. . .

- السلطان: أمر مدهش، وأخبار عجيبة. . . من أتى لك هذه المعلومات أيها الأمير مصر باى؟ وكيف يصمت والي القاهرة على هذه الفتن، ولا يبحث عن مصدرها ويبطش به بطشة نكراء. .؟

الوالي إن ما يقوله الأمير مصر باى صحيح يا مولانا - فقد عثرنا بالقبو عند سوق السلاح على أوراق مكتوبة بهذا المعنى، معلقة على الجدران رجاء أن يقرأها المارة من الجند،

<<  <  ج:
ص:  >  >>