للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيكون لها أثرها في نفوسهم. . . ولنا نزعناها سراعاً، وأخذنا طريقنا إلى البحث عن مصدرها.

السلطان: مصدرها؟ عجباً! ان مصدرها معروف لا حاجة إلى تبيينه. . . إنه العادل المخلوع بلا شك. فلماذا نقصر في البحث عنه إلى اليوم؟ ومن العار أيها الوالي أن تتهاون في القبض عليه إلى الآن. فلا بد من الوصول إليه بأى ثمن.

طراباى: الواقع يا مولانا أننا لم نقصر في البحث عن العادل، طفت القاهرة مع الوالي وشرطته، ودهمنا منازل كثيرين من أصدقائه، وهجم الوالي على بيت القاضي الحنفية برهان الدين الكركي، وهو من خاصة العادل وخلصانه. ثم آل أمره إلى القبض عليه، فحبس في دار الأنابكي قيت، وقد سمعنا أن العادل أودع لدى هذا القاضي مالاً، غير أن مولانا السلطان قد أمر بالإفراج. عنه ثم دهمنا سيدي علي بن السلطان المؤيد أحمد، وقد قيل لنا ان العادل يختبئ عنده، ولكننا لم نعثر له على اثر، وفتشنا جملة من المنازل وعدداً من الزوايا الأماكن ولا نزال نجد في البحث عنه في كل مكان، وسنعثر عليه بعون الله وبفضل رضا مولانا السلطان.

السلطان: بارك الله فيك أيها الأمير طراباى، لا ننسى لك أنك كنت في مقدمة الأسباب التي أدت إلى هزيمة العادل، ولنا الأمل في أن يتم مصرعه على يديك أو يدي الأمير مصر باى.

مصر باى: إذا أذن مولانا السلطان فأطلق لي عنان العمل كما اشتهى، فقد أوفق في العثور على الضالة، وأنهى إلى مقره الشريف خاتمة هذا الطاغية.

السلطان: إنك مطلق الحرية تصرف في أمره، وأفعل ما تشاء.

أنفض الجمع وكان اختفاء العادل حديث أهل القاهرة طول شهر شوال، لم يهدأ لهم فيه لسان ولا سكن خاطر. ومما أثار ثائرة الحديث، ما كان يقوم به الوالي وشرطته وغيره من الأمراء والجند، من دهم البيوت، ومفاجأة أهلها بحثاً عنه، والأمراء فيما بين ذلك لا يأمنون المسير إلا بين رجال من حرسهم يحيطون بهم، ولا يطيب لهم رقاد إلا على ريبة وخوف. وهكذا عاش الجميع عيش قلق وهم، شهراً وبعض شهر.

والأمير مصر باى عيونه وأرصاده يتسقطون أخبار العادل. فترامى إليه أن العادل يجتمع

<<  <  ج:
ص:  >  >>