المتكلمين: لو أن رجلاً عابداً ترك التصوف وأقبل على العبادة وأن آخر قام له بكفايته وسائر مئونته من كسوة وطعام وشراب لكان شريكه فيما يعمله وأن له أوفر أجرة، وكذلك مصر منزلتها من الحرمين. ومن فضايلها أن الذي بنى الكعبة رجل من قبط يكنى أبا قدم. ومصر فرضة الدنيا ويحمل من حيزها إلى سواحلها وكذلك ساحلها بالقلزم ينقل إلى الحرمين وإلى جدة وإلى عمان وإلى الهند وإلى الصين وصنعاء وعدن والشحر والسند وجزاير البحر، ومن جهة تبنيس ودمياط والغرما فرضة بلدة الروم وأقاصى الفرنحة وقبرص وسائر سواحل الشام والثغور إلى حدود العراق، ومن جهة الإسكندرية فرضة اقريطش وصقلية وبلد الروم والمغرب كله إلى طنجة والسوس ومغرب الشمس، ومن جهة الصعيد فرضة بلد المغرب وبلد البربرو - (؟) والحبشة والحجاز واليمن. وأما ما فيها من ثغور الرباط فمن ذلك: رباط البرلس، ورباط رشيد، ورباط الإسكندرية، ورباط ذات الحمام، ورباط البحيرة، ورباط أخنا، ورباط دمياط، ورباط شطا، ورباط ننفس (؟) ورباط الاستوم، ورباط الفرما، ورباط النفار، ورباط الفرادة، ورباط العريش، ورباط الشحربين وما ينضاف إلى هذه الثغور وجهاتها، ورباط الحيرس من جهة الحبشة والحة (؟) وما يقرب منهم (كذا) ورباط أسوان على النوبة، ورباط الواحات على البربر والسودان ورباط قوص. وقد روينا في أول هذا الكتاب قول الرسول عليه السلام: إن مصر خير أجناد الأرض. فقال له أبو بكر: ولم يا رسول الله؟ قال لأنهم وأزواجهم وأبناؤهم في رباط إلى يوم القيامة وكانت برقة وطرابلس من ثغور مصر إلى أن خرجت في سنة ثلاثمائة فأضيفت إلى رباط المغرب. وأما المساجد الشريفة والمشاهد العظيمة فان بمصر مساجد هي مشاهد والعمل فيها منه في غيرها سوى الحرمين، فمن ذلك مسجد سليمان عليه السلام في الإسكندرية، ومسجد يوسف عليه السلام بمنف، ومسجده بطرا، ومسجده بوادي المقطم. وللخضر مسجدان منها مسجده بالإسكندرية، ومسجده بلبوهة في أسفل الأرض، ومسجد ذي القرنين بالإسكندرية عند النحات. ومنها مسجد الأقدام وهم قوم من أهل المقام قتلوا على موالاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومسجد عقبة ابن عامر الجهني بسوق وردان، ومسجد مسلمة بن مخلد بسوق وردان، ومسجد الزمام بني على رأس محمد بن أي بكر بناة علامة زمام وجعله مشهداً ورأسه في موضع المنارة، ومسجد - (؟) بني