وأبصر نفسي بين أهلي وأسرتي ... ورهطي وأصحابي وقومي وإخواني
وللزمزمي قصيدة نظمها في سيرة من اليمن إلى الحجاز مع ركب الحج اليمني ذكر فيها المنازل من المخا إلى زبيد إلى مكة المكرمة. وقد بدأ (بدوقة) يوم الخميس ١٨ من ذي القعدة وأتمها بالليث يوم الأحد غرة ذي الحجة الحرام سنة ٩٥٨ هـ، وهذه القصيدة تعتبر (خريطة شعرية) تبين لنا خط سير قاصد الحج من اليمن إلى مكة في القرن العاشر الهجري، وفي مطلعها يقول:
ظعنا فنودينا عن الشر غبتموا ... وجئنا فقال الخير وجيتمو
وما كان ذاك البعد إلا دجنة ... جلالها اقتراب صبحة متبسم
نعمنا من بعد بؤس أصابنا ... فأذهب ذاك البؤس هذا النعيم
وأن الثوى في أرض مكة جنة ... وكل دنو من سناها جهنم
فوالل ما فارقتها عن كراهة ... ولا لأمور جمة تتوهم
ولكن مقادير بها حكم القضا ... وليس على حكم القضاء تحكم
رحلنا مطايانا إليها نؤمها ... فيا حبذا منها إليها التيم
وبعد ان كر كيف مضت بهم المطايا من المخا إلى الزهارى وكيف أقاموا بزيد ليالي، وكيف راحت العيس وحاديها شوق ملح لقرية المنصور والغانمية يقول:
ومرت إلى (مور) ومنها تشاءمت ... إلى (قطبة) والأفق مظلم
ومذ قصدت (جازان) جاز اقتصارها ... فأضحت وحاديها عليها مخيم
وبعد أن يذكر عالية وأبا قريش كان مقامهم بها ثلاثة ايام يقول:
ومنها إلى صبيا بنا العزم قد صبا ... وكان لنا في (بيش) شأن ملئم
وبعد أن يذكر وادي بيش وعتود يسجل كيف بدت لهم في الشقيق وجوه توسموا فيها عصيان السلاطين:
ولما دخلتا في (الشقيق) بدت لنا ... وجوه بعصيان السلاطين توسم
ومنها انصرفنا للغدير الذي على ... (عريب) بواديه الزيالع أقدموا
ومنه مسير الركب نحو مغيزل ... تمادى به والعيس للورد حوم
فمرت إلى (ذهبان) ذاهبة وقد ... حلا عندها الماء الذي منه ينجم