السحر فيك وفيك من أسبابه ... دعة المدل بعبقري شبابه
قسم البقاء إليك في أقداره ... من شاد مجدك في قديم كتابه
وأفاض فيك من الهدى آياته ... ومن الهوى والسحر ملء نصابه
اليوم يدفعني الحنين فأنثني ... ولهان مضطرباً إلى اعتابه
سبق الهوى عيني في مضماره ... وجرى وأجفل خاطري من بابه
ودفنت غض صباي تحت ظلاله ... ودفنت بيض سني في محرابه
ألقيتمن عنت (الزيود) مشاكلاً ... وبكيت من (عمرو) ومن أعرابه
وطلاب المعهد يبلغون - الان - نحو ستمائة طالب، أما مدرسوه فنحو الأربعين، ومنهم منتدبون من الأزهر الشريف وهم خمسة، ومنهم سودانيون متخرجون في الأزهر، وبعضهم من خريجي كلية غردون أو المدارس الثانوية، وأكثرهم متخرجون في المعهد ذاته، وشيخ المعهد الآن مفتى السودان السابق الشيخ أبو شامة عبد المحمود، وهو سوداني، وكل من سبقه في مشيخة المعهد كان من السودانيين أيضاً.
وفي أم درمان أكثر دور الاحزاب السياسية، وهي من هذه الناحية تمتاز عن الخرطوم. كما تفد إليها السلع من كل أنحاء السودان، وفيها يمنويون كثيرون، وهنود، وشوام، ويونان، ومصريون، وكثير من التجارة في أيدي هؤلاء. وأهل أم درمان، كأهل السودان جميعاً، متدينون، يؤدون الصلوات في أوقاتها، ويخرجون الزكاة، والأمن والأمانة متوافران عندهم.
وفي أم درمان تقوم قبة المهدي، وفيها بعض آثاره ومخلفاته، وأمامها ساحة كبيرة محوطة بسور مرتفع مستطيل طوله ٤٦٠ ياردة، وعرضه ٣٥٠ ياردة، وفيها محطة الإذاعة السودانية. ومحطة الارسال وقد لفت نظري وأنا أطالعفي دواوينالشعراء السودانيين أني لم أجد لأم درمان موضعاً في أشعارهم، مع إني وجدت قصائد في مدن كثيرة من مدن السودان، في الابيض عروس الرمال، وفي النهود وفي كسلى، وفي سنار حيث يقول شاعرهم:
زرت سنار والجوانح أسرى ... زفرات هدت قوى الصبر هدى
اسعدتنا فيها الغداة دموع ... لم تخنا بالأمس في دار سعدى
أن محا الدهر حسنها فلقد كا ... نت مرادا للمتقين وخلدا