للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدوائر وقعد لنا كل مقعد. .؟ إلا إننا أوعزنا بالإغلاظ عليه في أداء حساب ما جمعه. .؟ أم حسداً لقربنا من قلب مولانا السلطان. .؟ أم لأننا كنا نذوده سراً عن الأتمار بالسلطنة. .؟

السلطان: أما الجان بردا الغزالي فقد أعطيته أماني، فظهر لذلك بعدما اختفى زمناً، هارباً مني، وقد خلعت عليه ورقيته إلى حجابة حلب، وأمرته بالشخوص تواً إليها تلافياً لشره وحسماً لنزواته، أما مصرباي فلقد لقي حتفه مجاهداً في بسيل أطماعه الباطلة، بعد أن أكلت الغيرة قلبه كما يأكل النار الهشيم. .! ألا تقص علينا أيها الأمير علان، قصة مصرباي كاملة.!

علان: اجل يا مولانا! إن مصرباي لما قبض عليه بأمر المقام الشريف، وبعد مشورة الأمراء، وادخل إلى البحرة وقيد، لبث زمناً ثم سير إلى الإسكندرية، فظل إلى سجونها ردحا من الزمان. ولكنه استطاع من بعد أن يفلت من سجنه ويهرب.

لقد قيل أن مملوكة (اياسا) بعث إليه في شجنه بهدية فيها شموع، ودس وسط هذه الشموع مبرداً من الفولاذ! فتناول مصرباي هذا المبرد، وظل يعالج به قيده من كسر، استطاع بعد ذلك أن يفر. . . وقد اختفى بعد فراره، وبحثنا عنه في كل مكان فلم نعثر له على اثر. وقد احتلنا في سبيل الظفر به بجملة حيل. لقد أوعزنا إلى الجنود السلطانية أن يثوروا ضد المقام الشريف ثورة مكذوبة مفتعلة، لنغرى مصرباي بالانضمام إلى صفوف العصاة الثائرين العصاة، فنستطيع حينذاك القبض عليه. ولكنه لم يظهر. . . وكأنه لدهائه فهم الخدعة فلم تجز عليه. . .

وقد لبث مصرباي في خفائه يجمع شمل ممماليكه ويلم شعث اتباعه، ويغرى الطامعين ذوى الأغراض بالالتفاف حوله. . . فالتف من حوله جماعة من الذؤبان والثعالب. . . فأغراه هذا بالوثوق من نفسه، وظن أن الأمر اصبح له ميسراً.

فكمن برجاله في طريق الأمراء حين نزولهم من القلعة من لدن مولانا السلطان في تلك الليلة من رمضان التي نعموا فيها بتناول فطورهم على الموائد الشريفة. . . أراد مصرباي أن يقطع عليهم الطريق، ويفاجئهم بالبطش بهم. . . ثم يزحف بمن معه إلى القلعة فيملكها. . .

لكنه قد خاب فأله وكشف رخه وشالت نعامته. . فقد وقف المماليك حول أمرائهم وقفة

<<  <  ج:
ص:  >  >>