إلى الهاوية. وقد قيل: مصارع الرجال تحت بروق الطمع.
طرباي: كنت يا مولانا بجوار العادل أؤدي واجبي. وحينما تبين لي وجه الحق، وبدا لي أن مصلحة السلطنة في أن انضم إلى صفوف مولانا، انضممت. وقد كنت في سلطنة العادل اتابكيا بالنيابة. ثم عدت إلى منصبي بعد تمام أن تمت السلطنة لمولانا. ورضيت بان استظل بظلها وانضوي تحت لوائها في مصاحبة اتابكي السلطنة الأمير قيت. وهاأنذا لا أزال - كما كنت - رأس نوبة، راضياً غير طامع. فلم يغنني مال، ولم يستهوني منصب، ولم اظفر بيميني إلى شيء تأباه مشيئة مولانا السلطان، ووهبت لحياظة سلطنته الشريفة كل ما أذخر من روح وقوة ورأي.
قرقماس بن ولي الدين (أمير السلاح): ما اضن إن مولانا السلطان يشك في إخلاص الأمير طراباي ولعل يضرب رجل برجل آخر. . أليس كذلك أيها الانابكي قيت. .؟
قيت: لا ادري لماذا تغمز هذه الغمزة أيها الأمير قرقماس بين يدي مولانا السلطان! وهو أدرى ما تسكنه صدورنا لمقامه الشريف، من حب مكين واخلاص متين. وكأني بك تتهمني بالائتمار على قرار الشريف بركات آخي الجازاني من سجنه، إن هذه تهمة باطلة، وحملة ظالمة، لكنها متداعية واهنة، تحمل في اردانها دليل بطلانها.
إنني أنا الذي ذهبت بأمر مولانا السلطان إلى الأقطار الحجازية، أميرا للحاج، واصطحبت معي عدداً ضخماً من صناديد المماليك السلطانية للقضاء على الجازاني، ذلك العربي الثائر هناك. فقضيت على ثورته، وأطفأت نار فتنته. غير انه استطاع أن يفر من يدي، فقبضت تواً على أخيه وأخوته جميعاً، وسقتهم أسرى يجرون الحديد إلى الأبواب السلطانية الشريفة، فتأثرت نفس مولانا السلطان حينما رأى الشرفاء في القيد أذلاء، فأمر بسجنهم بداري في الازبكية.
قرقماس: أنت تعلم أيها الأمير أن مولانا السلطان قد فرض عليهم غرماً مالياً، ولكنهم لم يدفعوا منه شيئاً. فوكل إليك أمر رقابتهم، حتى يؤدوا ما فرض عليهم. فسجنتهم بدارك، فكيف يفر الصيد من شباكك أيها الصياد الماهر. . .؟ وأنت انابكي السلطنة وقائد جندها.؟ إن في هذه الحادثة لخطراً على سمعتنا، وضياعاً لما فرضه السلطان من الغرم، وتهوينا من شأننا، أمام الجازاني وعصبته في بلاد الحجاز، وفي ذلك خطر علينا عظيم. . ثم. . . إن