الشمس. جاء في (المواقف) للعلامة عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الذي ظهر في القرن الثامن للهجرة ما يلي (. . . الحركة اليومية (ويعني حركة الشمس) لا توجد، إنما تتخيل بسبب حركة الأرض، إذ يتبدل الوضع من الفلك دون أجزاء الأرض، فيظن أن الأرض ساكنة والمتحرك هو الفلك، بل ليس ثمة فلك أطلس، وذلك كراكب السفينة فانه يرى السفينة ساكنة مع حركتها حيث لا يتبدل وضع أجزائها منه، وكذلك يرى القمر سائراً إلى الغيم حيث يسير الغيم إليه. وهذا كله من غلط الحس. .)
من هنا يتبين أن عضد الدين سبق كوبرنيكس في القول بفكرة دوران الأرض ومهد السبل لكوبرنيكس وغاليلو للتوسع في هذه الفكرة ولاستعمال المعادلات والأرقام في ذلك.
الرقاص:
لقد ثبت لدى بعض علماء الفرنجة أن العرب سبقوا غاليلو في اختراع الرقاص وفي استعماله في الساعات الدقاقة. جاء في تاريخ العرب لسيديو ما يلي (وكذا ابن يونس المقتفي في سيره أبا الوفاء البوزجاني ألف في رصد خانته بجبل المقطم الزيج الحاكمي واختراع الربع ذا الثقب وبندول الساعة الدقاقة. . .)
واعترف سارطون وسدويك بأن العرب استعملوا الرقاص لقياس الزمن، وفوق ذلك عرف العرب شيئاً عن القوانين التي تسيطر عليه. قال سمث العالم الأمريكي الشهير (ومع أن قانون الرقاص هو من وضع غاليلو إلا أن كمال الدين بن يونس لاحظه وسبقه في معرفة شيء عنه. وكان الفلكيون يستعملون البندول لحساب الفترات الزمنية أثناء الرصد. .) فهم بذلك مهدوا السبيل لغاليلو لاستنباط كل القوانين التي تسود الرقاص، إذ استطاع أن يجد أن مدة الذبذبة تتوقف على طول البندول وقيمة عجلة التثاقل وأن يضع في ذلك في قالب رياضي بديع، ومن هذا الوضع توسعت دائرة استعماله وجنى الفوائد الجليلة منه.
اللوغارتمات:
ثابت لدينا أن نابيير هو الذي أخترع أساس اللوغارتمات وأنه أول من عمل الجداول لذلك، ولا يمكن أن تجد اثنين يختلفان فيه. وقد كنت اعتقد أن هذا البحث من الرياضيات لم يمهد له أحد، وأن الرياضيين الذين سبقوا نابيير لم يصلوا في بحوثهم إلى معرفة شيء عنه،