ووجود الله وفكرة الخلود وهما العقيدتان الرئيسيتان، في الديانة المسيحي، لا يجدان لهما أية دعامة من العلم، ولا يمكن القول أن كلا من العقيدتين ضروري للدين؛ لأن كليهما لا يوجد في البوذية (أما من ناحية الخلود، فإن هذه الحالة في إحدى صورها المبهمة، قد تقود إلى الخطأ، ولكنها صحيحة في التحليل الأخير) ولكننا في الشرق، تعودنا أن نفكر فيهما كألزم لوازم اللاهوت.
وليس هناك من شك في أن الناس سيستمرون في الاستمتاع بهذه العقائد، لأنها سارة، كما أنه من السار أن نعد أنفسنا فضلاء وأعداءنا أشراراً.
أما من جانبي فأنا لا أرى أي أساس لكليهما، ومع ذلك فأنا لا أدعي أن في طوقي أن أثبت أن ليس هناك من إله؛ أو أن أبرهن على أن الشيطان خرافة، فقد يوجد الإله المسيحي، وكذلك قد توجد الأولب، أو مصر القديمة أو البابليون؛ ولكن. . . ليس هناك واحد بين هذه الفروض، بأكثر احتمالاً من الآخر، فهي كلها توجد خارجاً، حتى عن دائرة العلم المحتمل، ومن ثم. . . فلا داعي هناك لكي نأخذ بأحدهما - ولن أتوسع في هذه المسألة، فقد عالجتها في مكان آخر.
إن مسألة الخلود الشخصي، تقوم على أساس مختلف نوعاً ما، فهنا يتضح أن كلا الطريقين ممكن، فالأشخاص جزء من العالم المادي الذي يتعلق به العلم، والحالات التي تحدد وجودهم معروفة، فقطرة من الماء ليست خالدة، فهي قد تتحلل إلى (أكسجين) و (هيدروجين) ولذلك إذا فرضنا: أن أية قطرة من الماء أصرت على أن لها خاصية من المائية، ستحفظ عليها تحللها فإنا أقرب إلى أن نكون شكاكاً مسفسطين.
وبمثل هذه الطريقة نعلم أن المخ غير خالد؛ وأن الطاقة المدبرة للجسم الحي تصبح كما كانت غير موجودة عند الموت، ومن ثمت، فليست جديرة بعمل جماعي، ولذلك كان من المعقول أن الحياة العقلية تتوقف حينما تتوقف الحياة الجسمية، وهذا دليل محتمل فقط، ولكنه في قوة الأدلة التي تبنى عليها معظم النتائج العلمية، وكل البراهين ترينا أن ما نعده حياتنا العقلية مرتبط ببناء المخ، وبالطاقة المدبرة للجسم، ومن المحتمل أن تهاجم هذه النتيجة بمقتضى أسس مختلفة، فالبحث الطبيعي يقر أن الحصول على برهان علمي صحيح لا يشك في حيثياته، عن البقاء أمر صحيح من الوجهة العلمية، وبرهان من هذا